الزيني أبي بكر بن مزهر كاتب السر الشريف قد استقر في الوظائف المذكورة بمساعدة المقر المشار إليه وبرز له الأمر بذلك وكتب له توقيع شريف.
فلما وصل الخطيب فتح الدين القرقشندي إلى القاهرة وعلم به الشيخ شهاب الدين ابن المحوجب تنزه عن الوظائف وأسقط حقه منها وسأل في استقرار الخطيب فتح الدين أبي الحرم فيها فعرض الأمر على السلطان ورسم له باستقراره في ذلك وانتظم الحال على ذلك فعارض في ذلك القاضي برهان الدين بن ثابت وكيل السلطان وسعى في الوظائف المذكورة للخطيب محب الدين بن جماعة - المتقدم ذكره - وارسل إليه فتوجه من القدس إلى القاهرة وقوى أمره ببذل المال مع مساعدة وكيل السلطان.
فأخرجت الوظائف عن الخطيب أبي الحرم واستقر الخطيب محب الدين بن جماعة في نصف خطابة المسجد الأقصى وما معها من الوظائف الدينية عوضا عن الخطيب برهان الدين القرقشندي بحكم وفاته ورجوع شهاب الدين بن المحوجب وعزل الخطيب أبي الحرم وأضيف إليه نصف مشيخة الخانقاه الصلاحية مشاركا للشيخ أبي البركات بن غانم وكتب له بذلك توقيع شريف.
واستقر أخوه شيخ الاسلام نجم الدين بن جماعة في مشيخة الصلاحية عوضا عن شيخ الاسلام الكمالي بن أبي شريف.
واستقر القاضي جمال الدين الديري في قضاء الحنفية بالقدس الشريف عوضا عن القاضي خير الدين بن عمران.
ورسم للقاضي شهاب الدين بن عيبه باستمراره في قضاء الشافعية وللأمير ناصر الدين بن النشاشيبي باستمراره في النظر على عادته كل ذلك في مدة متقاربة في أوائل سنة ثمان وسبعين.
وكان القاضي غرس الدين خليل الكناني الذي كان شيخ الصلاحية وقاضي القدس قد شكى القاضي شهاب الدين بن عيبه للسلطان بسبب ما وقع في حقه