ثم استوطن بيت المقدس فتصدر لإقراء القرآن والعربية وصنف شرحا يسيرا للشاطبية وشرحا آخر للرائية في الرسم وشرحا لألفية بن معطي وصنف تفسيرا وأشياء في القراءات وكان صالحا متعففا خشن العيش جم الفضائل ماهرا متفننا مقرئا بارعا فقيها نحويا نشأ في صلاح ودين وزهد وانتهت إليه مشيخة بيت المقدس وحج وجاور بمكة وكان يعد من العلماء الصالحين الأخيار توفي بالقدس الشريف فجأة سحر يوم الأحد رابع رجب سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ودفن في اليوم المذكور بما ملا وصلي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب في سادس عشر الشهر المذكور.
الشيخ الإمام سراج الدين عمر بن الشيخ نجم الدين عبد الرحمن بن الحسين القباقبي الحنبلي سمع الحديث وكان مشهورا بالصلاح كريم النفس كبير القدر جامعا بين العلم والعمل اشتغل وانتفع بالشيخ تقي الدين بن تيمية ولم ير على طريقه في الصلاح مثله وخرج له الحسيني شيخه وحدث بها توفي بالقدس الشريف في سنة خمس وسبعين وسبعمائة ودفن بباب الرحمة.
الشيخ المحدث المتقن الضابط شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن المندس المدرس الحنبلي مولده في سنة أربع وأربعين وسبعمائة رحل وكتب وسمع على الحافظ وروى عنه جماعة من الأعيان منهم قاضي القضاة سعد الدين الديري الحنفي توفي بالقدس الشريف في شهر رمضان سنة أربع وقيل ثلاث وثمانمائة ودفن بتربته بباب القطانين عن يمين الخارج من باب الخوخة ولم تبع تركته إلا في سنة تسع باعها وصيه شمس الدين بن حسان.
وكان في عصر الشيخ شهاب الدين بن المهندس جماعة من الحنابلة بالقدس الشريف وهم:
الشيخ عبد الرحمن شيخ الوجيهية وولده الشيخ إسماعيل والشيخ أبو عبد الله المرداوي والشيخ علي بن عبد الله بن أبي القاسم المرداوي وشمس الدين محمد البغدادي والشيخ خير الدين الرأس عيني والشيخ علي الهيئتي والشيخ