للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه المرة التي ذكرها الله تعالى فقال (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا) أي قضاء كائناً لا خلف فيه.

وبين خراب بيت المقدس والهجرة الشريفة ألف وثلاثمائة وخمسون سنة وقد مض من الهجرة الشريفة تسعمائة سنة فيكون الماضي من خراب بيت المقدس إلى عصرنا هذا - وهو آخر سنة تسعمائة - ألفين ومائتين وخمسين سنة.

ولما غزا بخت نصر القدس وخربه وفعل ما تقدم ذكره هرب من بني إسرائيل جماعة وأقاموا بمصر عند فرعون الأعرج وأرسل بخت نصر إليه يطلبهم منه وقال هؤلاء عبيدي هربوا إليك فلم يسلمهم فرعون مصر وقال ليس هم بعبيدك وإنما هم أحرار وكان هذا هو السبب لقصد بخت نصر غزو مصر وقتل فرعون الأعرج وهرب منه جماعة إلى الحجاز وأقاموا مع العرب.

واستمر بيت المقدس خراباً سبعين سنة.

وعن قتادة في قوله ﷿ (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسع في خرابها) قال هو بخت نصر وأصحابه خربوا بيت المقدس وأعانهم على ذلك الروم قال الله تعالى (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) قال وهو نصار لا يدخلون المسجد إلا مسارقة أن قدر عليهم عوقبوا (ولهم في الدنيا خزي) قال يعطون الجزية عن يد (وهم صاغرون).

[ذكر عمارة بيت المقدس الثانية]

لما جر ما ذكر من تخريب بيت المقدس ولبثه على التخريب سبعين سنة عمره بعد ذلك بعض ملوك الفرس واسمه عند اليهود كورش وقد اختلف فيه فقيل هو دارا بن يهمن وقيل هو بهمن المذكور وهو الأصح.