ثم ولي قضاء دمشق في دفعات يكون مجموعها ثماني وستين والسبب في تسميته بالقاضي انه ولي قضاء بغداد والعراق ثم ولي قضاء القدس ومصر والشام وكان فقيها دينا متقشفا عديم التكلف في ملبسه ومركبه وله معرفة تامة ولما ولي القضاء بالديار المصرية صار يمشي لحاجته في الأسواق ويردف عبده على بغلته وشيئا من هذا النسق وكانت جميع ولايته من غير سعي.
توفي في ليلة الأحد مستهل ذي القعدة سنة ست وأربعين وثمانمائة بدمشق وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي وحضر جنازته القضاة وبعض أركان الدولة ودفن عند قبر والده بمقابر باب كيسان إلى جانب الطريق.
الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن الشحام الحنبلي المؤذن بالجامع الأموي بدمشق مولده في خامس عشري المحرم سنة إحدى وثمانين وسبعمائة سمع من جماعة وروى عنه جماعة من الأعيان توفي بالقدس الشريف في نهار الثلاثاء تاسع جمادي الآخرة سنة أربع وستين وثمانمائة.
قاضي القضاة شمس الدين أبو عبيد الله محمد بن الشيخ زين الدين أبي هريرة عبد الرحمن بن الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد العمري العليمي الحنبلي الخطيب الفقيه المحدث ولد في سنة ست وثمانمائة بالرملة ونشأ بها ثم توجه إلى مدينة صفد فأقام بها وقرأ القرآن وحفظه برواية عاصم وأتقنها وأجيز بها من مشايخ القراءة ثم عاد إلى الرملة واشتغل بالعلم في مذهب الإمام احمد ﵁ وحفظ مختصر الخرقي وكل أسلافه شافعية لم يكن فيهم من هو على مذهب احمد سواه ولأسلافه مآثر وصدقات.
وكان يحترف بالشهادة ثم باشر الحكم بالرملة على قاعدة مذهبه نيابة عن القضاة الشافعية ثم اجتهد في تحصيل العلم وسافر إلى الشام ومصر وبيت المقدس وأخذ عن علماء المذهب وأئمة الحديث وفضل في فنون من العلم وتفقه بالشيخ شهاب الدين بن يوسف المرداوي وبرع في المذهب وأفتى وناظر وقرأ البخاري