مفضالا حسنا شجاعا اجتمع فيه من مكارم الأخلاق ومحاسن الأوصاف ما قل وجوده في غيره وولي نيابة النظر على الوقف الخليلي فباشره أتم مباشرة بأحسن سيرة ثم صرف نفسه وولي حصة بمشيخة حرم الخليل ﵊ بعد والده ومرض بالحمى نحو ثلاث سنين وقدر الله توجهه إلى الرملة فتوفي بها في يوم الخميس خامس عشر شهر الله المحرم سنة سبع وتسعين وثمانمائة ونقل إلى بلد الخليل وصلي عليه من الغد ودفن بمقبرة الرأس جوار أبيه بالتربة التي أنشأها وكثر التأسف عليه.
وترك أولادا أكبرهم وأمثلهم الشيخ العالم المحدث غرس الدين أبو سعيد خليل مولده في المحرم سنة تسع وستين وثمانمائة بالقدس الشريف وهو سبط الخطيب شهاب الدين القرقشندي خطيب المسجد الأقصى الشريف حفظ القرآن واشتغل بالعلم على جماعة منهم شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف والشيخ برهان الدين الأنصاري وغيرهما واعتنى بعلم الحديث الشريف ورحل إلى مصر والشام في طلبه وأخذ عنه جماعة وجمع معجما لأسماء شيوخه وهو رجل خير من أهل العلم والدين والتواضع ولي حصة في مشيخة حرم سيدنا الخليل ﵊ مما كان بيد والده والناس سالمون من يده ولسانه وهو ممن أحبه في الله عامله الله بلطفه.
الشيخ الإمام العلامة زين الدين أبو الفضل عبد الله بن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل الجعبري الأصل الخليلي الشافعي ولد في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ببلد الخليل ﵊ ونشأ بها واشتغل بالعلم عقليا ونقليا وأخذ عن جماعة وأجازه قاضي القضاة علم الدين صالح البلقيني بالافتاء والتدريس وسمع على إمام الكاملية وأجاز له شيخ الاسلام ابن حجر وجماعة درس وأفتى وحدث قليلا وولي نصف مشيخة حرم الخليل ﵊ وكان فاضلا دقيق النظر خيرا متفننا شجاعا