بعث النبي ﷺ أبا بكر الصديق ﵁ في سنة تسع ليحج بالناس ومعه عشرون بدنة لرسول الله ﷺ ومعه ثلاثمائة رجل فلما كان بذي الحليفة أرسل النبي ﷺ علي بن أبي طالب ﵁ وأمره بقراءة آيات من أول سورة براءة على الناس وأن ينادي إن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
فسار أبو بكر ﵁ أميراً على الموسم وعلي بن أبي طالب ﵁ يؤذن ببراءة يوم الأضحى وأن لا يحج مشرك ولا يطوف عريان.
ثم دخلت السنة العاشرة من الهجرة الشريفة وفيها كان قدوم الوفد على رسول الله ﷺ بالمدينة وجاءته وفود العرب قاطبة ودخل الناس في الدين أفواجاً كما قال الله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) فقدم عليه وفد بني تميم ووفد عبد القيس ووفد بني حنيفة وغيرهم وفشا الإسلام في جميع القبائل.
وفيها توفي إبراهيم بن رسول الله ﷺ يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول.
[حجة الوداع]
خرج النبي ﷺ حاجاً لخمس بقين من ذي العدة وقد اختلف في حجة هل كان قراناً أم تمتعاً أم أفرادا قال صاحب حماه والأظهر الذي اشتهر إنه كان قارناً وحج رسول الله ﷺ بالناس ولقى علي بن أبي طالب ﵁ محرماً فقال حل أصحابك فقال إني أهللت بما أهل به رسول الله ﷺ فبقي على إحرامه ونحر رسول الله ﷺ الهد عنه وعلم