وجاءت امرأة هلال إلى النبي ﷺ تستأذنه في خدمته فأذن لها من غير أن يقربها.
فلما كملت لهم خمسون ليلة من حين نهي رسول الله ﷺ عن كلامهم أذن رسول الله ﷺ بتوبة الله عليهم وذهب الناس يبشرونهم وجاء كعب إلى النبي ﷺ وسلم عليه فقال له - وهو يبرق وجهه من السرور - أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك فقال أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال لا بل من عند الله.
وأنزل الله على نبيه ﷺ(لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
قال كعب فوالله ما أنعم الله علي بنعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله ﷺ أن أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه فإن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد فقال ﵎(سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن الله لا يرض عن القوم الفاسقين).
وفي ذي القعدة من سنة تسع هلك رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول والله أعلم.