وفاة والده في سنة سبعين وثمانمائة ثم نزل عن النصف للشيخ جمال الدين بن غانم شيخ الحرم فلما ولي الخطيب محب الدين بن جماعة نصف المشيخة في سنة ثمان وسبعين بمرسوم السلطان اعترف الشيخ جمال الدين أن النصف الذي استقر فيه الخطيب محب الدين هو الذي بيده واستمر الشيخ أبو البركات فيما بيده من النصف مشاركا للخطيب محب الدين بن جماعة وتوفي الشيخ أبو البركات في يوم الاثنين عاشر شهر ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وثمانمائة ودفن بباب الرحمة وله أربعون سنة.
القاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن بدر الدين حسن الجلجولي الشافعي ولد بجلجوليا ونشأ بها وأخذ العلم عن الشيخ شهاب الدين القباقي وباشر القضاء بجلجوليا وكان من أهل أفضل وعنده تواضع توفي يوم السبت خامس عشري ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وثمانمائة ودفن بحوش البسطامية بما ملا.
القاضي شهاب الدين أحمد بن علي الذي الشافعي سبط العلامة شيخ الاسلام جمال الدين بن جماعة الكناني الشافعي كان من أعيان الرؤساء ببيت المقدس وله اشتغال ورواية في الحديث وكان يقرأ صحيح البخاري في كل سنة بالصخرة الشريفة ويختمه بالجامع الأقصى وله شهامة ومروءة ومساعدة لأصحابه.
وقد حضرت مرة ختمه لصحيح البخاري بالأقصى تجاه الشباك الذي عند جامع عمر في أواخر شهر رمضان سنة بضع وسبعين وثمانمائة وكان بالمجلس رجل لا يحضرني من هو فأخذت الرجل سنة من النوم وقت الختم فرأى النبي ﷺ وهو حاضر في المجلس فاستيقظ الرجل وقص الرؤيا على من حضر - وكان مجلسا حافلا - فحصل للقاضي شهاب الدين اللدي السرور بذلك وبكى هو ومن حضر بالمجلس وكانت ساعة عظيمة توفي في شهور سنة ثمانين وثمانمائة ودفن بالقلندرية بما ملا.
وفي هذه السنة توفي القاضي كمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن حامد