للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد آمن فَلَمَّا ايس مِنْهُم دَعَا عَلَيْهِم فَقَالَ (رب لَا تذر على الأَرْض من بن ديارًا) فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن اصْنَع السَّفِينَة فصنعها من خشب الساج فَلَمَّا أقبل على عمل الْفلك جعل يقطع الْخشب وَيضْرب الْحَدِيد وَكَانَ قومه عَلَيْهِ وَهُوَ فِي عمله فيسخرون مِنْهُ وَيَقُولُونَ يَا نوح قد صرت نجاراً بعد النُّبُوَّة - عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُم (إِن تسخروا منا فانا نسخر مِنْكُم إِذا عاينتم عَذَاب الله كَمَا -) وَاتخذ السَّفِينَة وَكَانَ طولهَا ثَلَاثمِائَة ذِرَاعا وعرضها خمسين ذِرَاعا وطولها ثَلَاثِينَ ذِرَاعا وَقيل غير ذَلِك فَلَمَّا فار التَّنور وَكَانَ هُوَ الْآيَة بَين نوح وَبَين ربه حمل نوح من أمره الله من أَهله وَغَيرهم سوى وَلَده كنعان فانه كَانَ كَافِرًا ثمَّ ادخل فِي السَّفِينَة مَا أمره من الدَّوَابّ وَاخْتلف فِي مَوضِع التَّنور فَقيل كَانَ بِالْكُوفَةِ وَقيل بِالشَّام غير ذَلِك فَلَمَّا دخل نوح وَمن مَعَه السَّفِينَة فتح الله عز وَجل عُيُون المَاء ففارت الأَرْض من الْبحار وأمطر الله من السَّمَاء مَاء فارتفع المَاء وَجعلت الْفلك تجْرِي بهم كموج كالجبال وَعلا المَاء على رُؤُوس الْجبَال أَرْبَعِينَ ذِرَاعا فَهَلَك كل من على وَجه الأَرْض من حَيَوَان ونبات سوى عوج ابْن عنَاق - نِسْبَة لأمه عنَاق بنت آدم - وَهِي أول نبت على وَجه الأَرْض وعمت الْفُجُور وعملت السحر وجاهرت بِالْمَعَاصِي وَولدت الْجَبَّار وَلم يغرقه الطوفان وَلَا بلغ بعض جسده وَطلب السَّفِينَة ليغرقها وَكَانَ ثَلَاثَة آلَاف وثلاثمائة وَثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ ذِرَاعا وَثلث ذِرَاع بالهاشمي وَكَانَ بالسحاب وَيشْرب مِنْهُ وبتناول الْحُوت من قَرَار الْبَحْر ويشويه فِي عين حَتَّى يرفعهُ إِلَيْهَا ثمَّ يَأْكُلهُ وعاش ثَلَاثَة آلَاف سنة وَعمر إِلَى زمَان فِرْعَوْن وَقطع صَخْرَة على قدر عَسْكَر عَلَيْهِ السَّلَام ليطرحها عَلَيْهِم وَكَانَ المعسكر فرسخاً فِي فَرسَخ فَأرْسل الله فَنقرَ الصَّخْرَة فَنزلت من رَأسه إِلَى عُنُقه ومنعته الْحَرَكَة فَوَثَبَ مُوسَى وَكَانَت

<<  <  ج: ص:  >  >>