واستجاب لإبراهيم ﵇ جماعة من قومه حين رأوا صنع الله ﷿ من برد النار وغير ذلك من المعجزات فآمن به لوط وهو ابن أخيه وآمنت به سارة زوجته وقد ذكر المؤرخون والمفسرون قصة إبراهيم ﵇ مع نمروذ وأخباره وما وقع له بأبسط من هذا والغرض في هذا الكتاب الاختصار والله المستعان.
[ذكر هجرة إبراهيم الخليل ﵇]
لما نجى الله تعالى خليله من نار النمروذ الجبار استجاب له رجال وآمن معه قوم على خوف من نمروذ وملأه ثم أن إبراهيم ومن كان آمن معه من أصحابه اجمعوا على فراق نمروذ وقومهم (فقالوا لقومهم أنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) ورحل هو وأهله ومن معه من قومه ونزلوا بالرها ثم سار إلى مصر ويقال إلى بعلبك وصاحبها يومئذ فرعون فذكر لفرعون حسن سارة وجمالها زوجة الخليل ﵇ وهي ابنة عمه هاران فسئل إبراهيم عنها فقال هذه أختي يعني في الإسلام خوفاً أن يقتله فقال له زينها وأرسلها إلى.
فأقبلت سارة إلى الجبار وقام إبراهيم يصلي فلما دخلت عليه وراها أهوى إليها أراد أن تناولها بيده فأيبس الله يده وجله فلما تخلى عنها أطلق الله يده ورجله فعاد إليها فصار له كالأولى حتى صار له ذلك مراراً وكان هذا تكرمة منه تعالى قال فأطلقها ووهبها هاجر.
وفي بعض الأخبار أن الله تعالى رفع الحجاب بين إبراهيم وبين سارة حتى ينظر إليها من وقت خروجها من عنده إلى وقت انصرافها كرامة لها وتطييباً لقلب إبراهيم ﵇.