[ذكر ما تيسر من أعيان العلماء بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل ﵊]
من المذاهب الأربعة ومن ولي فيها المناصب الحكمية والوظائف الدينية ومن عرف بالزهد والصلاح وبعض ما وقع فيهما من الحوادث والأخبار فأذكر طائفة من المذاهب الأربعة على حدة ليسهل على المطالع إذا أراد الكشف ويقرب عليه الاطلاع فكل من وقفت له على ترجمة أو تاريخ مولد أو وفاة ذكرت ما تيسر من ذلك على وجه الاختصار واقتصر في ترجمة الرجل على ما عرف من محاسنه وأحواله المحمودة من غير تعرض إلى شيء فيه انتقاصه أو مذمته فإن ذلك أثم لا فائدة فيه وقد اعتمد هذا الفعل القبيح غالب المؤرخين وهو خطأ كبير ولا أرى في ذلك إلا غيبة للأموات يأثم مرتكبها خصوصا في حق العلماء وطلبة العلم الشريف والله أعلم ومن لم أطلع له على ترجمة ذكرت اسمه والعصر الذي كان فيه موجودا إن علمته.
[فأبدأ أولا بذكر العلماء الشافعية]
فأقول:
قد تقدم أن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب تغمده الله برحمته كان شافعي المذهب وهو الذي أقام الشافعية بالديار المصرية وولي منهم القضاة بعد أن كان القضاة بمصر شيعة على مذهب الفاطميين ولما فتح الله بيت المقدس على يديه وقف المدرسة الصلاحية - المتقدم ذكرها - وجعلها للشافعية.
فأبدأ أولا بمن ولى مشيختها فأذكر مشائخ المدرسة الصلاحية واذكرهم على ترتيب ولاتهم من زمن الملك صلاح الدين إلى عصرنا فأقول - والله الموفق -:
قاضي القضاة شيخ الإسلام بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع ابن تميم الأسدي الموصلي المولد والحلبي المنشأ الشافعي المعروف بابن شداد ولد في ليلة الأربعاء العاشر من شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وتوفي والده وهو