رحل السلطان وأقام أياماً على جسر الحديد ثم قصد دريساك وهو حصن مرتفع وكان عش الراوية نزل عليه يوم الجمعة ثامن رجب وحصره ورمى برجاً من السور بالنقب فلما كان يوم الثلاثاء تاسع عشر رجب طلبوا الأمان وتسلم الحصن بما فيه يوم الجمعة ثاني عشري الشهر.
[(فتح حصن بقراس)]
توجه بكرة السبت إلى بقراس وهي قلعة قريبة من أنطاكية وهي على رأس جبل عالية حصينة وهي للراوية فخيم بقربه في المرج وتقدم جمع كثير من العسكر بينها وبين أنطاكية وصار يركب كل يوم ويقف تجاه أنطاكية وصعد السلطان متجرداً في جماعة من عسكره إلى الجبل بإزاء الحصن ونصب عليه المناجيق من جميع جهاته ورم عليه وحاصره فطلبوا الأمان وتسلم القلعة في ثاني شعبان وحزر ما في بقراس من الغلة فكان تقديراً اثني عشر ألف غرارة.
[(عقد الهدنة مع أنطاكية)]
ولما فرغ السلطان من فتح هذه الحصون قصد أنطاكية وكانت قد تلاشت أحوالها وقل ما فيها من القوت وكان الابرنس صاحبها قد أرسل أخا زوجته يسأل في عقد الهدنة وطلب الأمان على ماله وولده لثمانية أشهر من تشرين إلى آخر أيار.
وأجابه السلطان إلى ذلك وهادنه وشرط عليه إطلاق من عنده من الأسارى وسار رسول السلطان ومعه شمس الدولة بن منقذ لأجل الأسارى.
ورحل السلطان ثالث شعبان إلى سمت حلب ولما رحل السلطان من بقراس