وأما ذرع المسجد فقد اجتهدت في تحريره وتوليت ذلك بنفسي وقيس بحضوري بالحبال فكان طوله قبلة بشمال من السور القبلي عند المحراب المعروف بمحراب داود ﵇ إلى صدر الرواق الشمالي عند باب الأسباط ستمائة وستين ذراعا بذراع العمل التي تذرع الابنية به في عصرنا غير عرض السورين وان كان فيه زيادة أو نقص نحو ذراعين أو ثلاثة فهي لاضطراب القياس لبعد المسافة فإني احتطت في تحريره وقيس بحضوري مرتين حتى تحققت صحة القياس.
وعرضه شرقا بغرب من السور الشرقي المطل على مقابر باب الرحمة إلى صدر الرواق الغربي الذي هو سفل مجمع المدرسة التنكزية أربعمائة ذراع وستة أذرع بذراع العمل غير عرض السورين.
(تنبيه)
قد تقدم عند ابتداء ذكر صفة المسجد الأقصى أن المتعارف عند الناس أن الأقصى من جهة القبلة الجامع المبني في صدر المسجد الذي به المنبر والمحراب الكبير وحقيقة الحال ان الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور وذكر قياسه هنا طولا وعرضا فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة والمراد بالمسجد الأقصى هو جمع ما دار عليه السور - كما تقدم -.
وأما صحن الصخرة الشريفة فطوله قبلة بشام من السور القبلي الذي هو بين الدرجتين القبليتين يمر بالقياس فيما بين باب الصخرة الشرقي وقبة السلسلة إلى السور الشمالي المشرف على جهة باب حطة مائتان وخمسة وثلاثون ذراعا وعرضه شرقا بغرب من السور الشرقي المشرف على الزيتون عند قبة الطومار إلى السور الغربي المقابل للمدرسة الشريفة السلطانية مائة وتسعة وثمانون ذراعا كل ذلك بذراع