قال وهب لما تاب الله على داود قال يا رب غفرت لي فكيف لي أن لا أنسى خطيئتي فأستغفر منها لي وللخاطئين إلى يوم القيامة قال فوسم الله خطيئته في يده اليمنى فما رفع طعاماً ولا شراباً إلا بك إذا رآها وما قام خطيباً في الناس إلا بسط راحتيه فاستقبل الناس ليروا وسم خطيئته واستغفر للخاطئين قبل نفسه.
وعن الحسن كان داود بعد الخطئية لا يجالس إلا الخاطئين يقول تعالوا إلى داود الخاطئ ولا يشرب إلا مزجه بدموع عينيه وكان يجعل خبز الشعير اليابس في قصعته فلا يزال يبكي حتى تبتل بدموع عينيه وكان يذر عليه الملح والرماد فيأكل ويقول هذا أكل الخاطئين وكان داود قبل الخطيئة يقوم نصف الليل ويصوم نصف الدهر فلما كان من خطيته ما كان صاما الدهر كله وقام الليل كله وكان إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله وإذا ذكر رحمة الله تراجعت وفي القصة أن الوحوش والطير كانت تسمع إلى قراءته فلما فعل ما فعل كانت لا تصغي إلى قراءته فروي إنها قالت يا داود ذهبت خطيئتك بحلاوة صوتك.
[(ذكر بناء سيدنا داود ﵇ مسجد بيت المقدس)]
عن رافع بن عميرة قال سمعت رسول الله ﷺ يقول قال الله ﵎ لداود يا داود ابن لي بيتاً في الأرض فبنى داود بيتاً لنفسه قبل البيت الذي أمره الله تعالى به فأوحى الله تعالى إليه يا داود بنيت بيتك قبل بيتي؟ قال أي رب هكذا قلت فيما قضيت من ملك استأثر ثم أخذ في بناء المسجد - يعني بيت المقدس -.
وعن وهب لما تاب الله ﷿ على داود ﵇ وكان قد بنى مدائن كثيرة وصلحت أمور بني إسرائيل أحب أن يبني بيت المقدس وعلى الصخرة قبة في الموضع الذي قدسه الله تعالى في إيليا وكان قد حسنت حال نبي إسرائيل