للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وملؤا الشام وضاقت بهم فلسطين وما حولها فأحب داود أن يعلم عددهم فأمر بإحصائهم على أنسابهم وقبائلهم فكثر عليهم فلم يطيقوا إحصاءهم.

وروى أن الله تعالى أوحى إلى داود لما كثر طغيان نبي إسرائيل إني أقسمت بعزتي لأبتلينهم بالقحط سنتين أو أسلط عليهم العدو شهرين أو الطاعون ثلاثة أيام فجمعهم داود وخيرهم بين إحدى الثلاث فقالوا أنت نبينا وأنت أنظر إلينا من أنفسنا فاختر لنا فقال أما الجوع فإنه بلاء فاضح لا يصبر عليه أحد وأما العدو والموت فإني أخبركم أن اخترتم تسليط العدو فإنه لا بقية لكم والموت بيد الله تعالى تموتون بآجالكم ففوضوا ذلك إلى الله تعالى فهو أرحم بكم.

فاختار لهم الطاعون وأمرهم أن يتجهزوا له ويلبسوا أكفانهم ويخرجوا نساءهم وإماءهم وأولادهم أمامهم وهم خلفهم على الصخرة والصعيد الذيبني عليه مسجد بيت المقدس وهو يومئذ صعيد واحد ففعلوا ثم نادوا يا رب اللهم إنك أمرتنا بالصدقة وأنت تحب المتصدقين فتصدق علينا برحمتك اللهم وقد أمرتنا أن لا نرد السائل إذا وقف على أبوابنا وقد جئناك سائلين فلا تردنا ثم خروا سجداً من حين طلوع الصبح.

فسلط الله عليهم الطاعون من ذلك الوقت إلى أن زالت الشمس ثم رفعه عنهم ثم أوحى الله إلى داود أن ارفعوا رؤوسكم فقد شفعتك فيهم فرفع داود رأسه ثم ناد إن ارفعوا رؤوسكم فرفعوا رؤوسهم وقد مات منهم مائة ألف وسبعون ألف أصابهم الطاعون وهم سجود فنظروا إلى الملائكة يمشون بينهم بأيديهم الخناجر.

ثم عمد داود وارتقى الصخرة رافعاً يديه يحدث لله شكراً ثم إنه جمع بني إسرائيل بعد ذلك وقال إن الله قد رحمكم وعفا