ورد على الأمير خضر بك نائب القدس وناظر الحرمين خلعة من الأبواب الشريفة وكتب له توقيع شريف باستقراره في الوظيفتين والبس من ظاهر القدس ودخل الناس في خدمته وكان يوما حافلا وقرئ توقيعه بعد صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى الشريف.
وفيها أخمد الله الفتنة بين الملك الأشرف وبين السلطان بايزيد خان بن عثمان خان ملك الرم وحضر قصاد السلطان بايزيد خان قاضي مدينة برصة لعقد الصلح مع مولانا السلطان عز نصره فأحسن إليهم وأكرمهم وعاد القصاد والقاضي - المشار إليه - وزاروا سيدنا الخليل ﵇ ودخلوا بيت المقدس في شهر رمضان وركب للقائهم الأمير خضر بك ناظر الحرمين ونائب السلطنة شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف وشيخ الاسلام النجمي ابن جماعة والقضاة الأربعة والخاص والعام ودخلوا إلى القدس الشريف وكان يوما مشهودا وتوجهوا في الشهر المذكور قاصدين بلاد الروم وحصل الصلح بين الملكين وحصل للرعية الطمأنينة بذلك ولله الحمد والمنة.
وجهز السلطان قاصده الأمير جان بلاط السلطان ابن عثمان لعوق الجواب عن الصلح فحصل له الخير من ملك الروم وبالغ في إكرامه وأكمل الله الصلح بين الملكين وكان ابتداء الفتنة وتجهيز العساكر للتجريدة من أوائل سنة تسع وثمانين وثمانمائة إلى أن لطف الله تعالى بعباده ووقع الصلح في هذا التاريخ بعد وقوع الحرب وافتن نحو ثمان سنين وصرف في التجاريد لذلك ما لا يحصى كثرة وكان عود الأمير جان بلاط من بلاد الروم في شهر ربيع الأول من سنة سبع وتسعين.
وفيها - أعني سنة ست وتسعين - ورد مرسوم شريف على شيخ الاسلام الكمالي يتضمن انه اتصل بالمسامع الشريفة ان القبة التي أحدثها النصارى عند دير صهيون لما هدمت بقي بعض بناء من أثرها فتقدم باكمال هدمها ومحو أثرها فتوجه شيخ الاسلام الكمالي وناظر الحرمين ونائب السلطنة الأمير خضر بك والقضاة