وكان الظاهر خشقدم رسم بإبطال المظالم من القدس الشريف ونقش بذلك رخامتين وجهزهما إلى القدس الشريف في أواخر عمره والصقتا بحائط المسجد الأقصى من جهة الغرب وتوفي في حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وتسلطن بعده الملك الظاهر بيلباي واستمر سنة وخمسين يوما.
ثم تسلطن الملك الظاهر تمر بغا واستمر سبعة وخمسين يوما وخلع.
وتسلطن مولانا السلطان الملك الأشرف قايتباي وسنذكر ترجمته فيما بعد كما تقدم الوعد به في أول الكتاب والله حسبنا ونعم الوكيل.
وممن فعل الآثار الحسنة بالصخرة الشريفة من ملوك الروم السلطان مراد ابن السلطان محمد بن السلطان بايزيد خان رتب قراء يقرؤن له في الصخرة الشريفة في ربعة شريفة بتاريخ ثامن عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
والسلطان إبراهيم بن السلطان محمد بن قرمان رتب أيضا قراء يقرؤن له في ربعة شريفة بتاريخ التاسع والعشرين من شهر جمادي الآخرة سنة ثمان وخمسين وثمانمائة وغيرهما من الملوك والأعيان رتبوا أسباعا تقرأ لهم ووقفوا أوقافا على مصالح المسجد الأقصى وخدمته طلبا لثواب الله تعالى رحمة الله تعالى عليهم أجمعين.
وأكثر من فعل الخير بالمسجد الأقصى ومقام سيدنا الخليل ﵊ من الملوك السالفة الملك المعظم عيسى صاحب دمشق ثم الملك الناصر محمد بن قلاوون رحمهما الله تعالى.
وقد ذكرت جميع الملوك بالديار المصرية وأولهم السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب تغمده الله برحمته ومن بعده إلى عصرنا من غير إخلال بأحد منهم غير من ذكرته من بني أيوب من ملوك الشام وغيرها - كما تقدم القول في أول الفصل - ولنذكر الآن أسماء العلماء فأقول - وبالله التوفيق -: