ولي نيابة القدس الشريف في دولة الملك الظاهر خشقدم ودخل إلى القدس يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة سبع وستين وثمانمائة والسبب في تلقيبه بميزة أنه كان لما يحضر الخصم بين يديه من أرباب الجرائم وغيرهم يشير إلى أعوانه ويقول ميزه يريد بذلك ابراز الخصم من بين الناس ليتميز عن غيره.
وأقام مرة في النيابة نحو سنة وعزل وتنقلت به الأحوال بعد ذلك وصار تاجرا بسوق الرميلة بالقاهرة وبقي إلى بعد الثمانين والثمانمائة.
الأمير ثغرى بردى والي قطيا ولي النيابة بالقدس وكان يقال له أبو القرون وسبب ذلك أنه كان يلبس العمامة على طريقة أمراء مصر ولم يعهد لك قبله ببيت المقدس فظهر هذا اللقب عليه وكان يدق الكؤوس في الطبلخانة في كل ليلة على عادة الأمراء بمصر وغيرها ولم تجر بذلك عادة قبله بالقدس الشريف لم تطل مدته وعزل في سنة تسع وستين وثمانمائة وولي بعده الأمير حسن بن أيوب واستمر في النيابة إلى أول دولة الملك الأشرف قايتباي وسنذكر من ولي النيابة بعده إلى آخر وقت في ترجمة السلطان إن شاء الله تعالى.
الأمير ناصر الدين محمد بن الهمام الشافعي كان من أعيان بيت المقدس استقر في نظر الحرمين بعد عزل الأمير عبد العزيز بن المعلاق العراقي في شهر ذي الحجة سنة خمس وستين وثمانمائة وفي أيامه أنعم السلطان الملك الظاهر خشقدم في جهة الوقف بستين غرارة من القمح القيمة عنها ثمانمائة وأربعون دينارا.
ثم طلب إلى القاهرة في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وستين عزل من النظر واستمر معزولا إلى أن توفي في المحرم سنة ست وسبعين وثمانمائة ودفن بالقلندرية بما ملا وكان شكلا حسنا وعنده تواضع مع الحشمة الزائدة.
الأمير حسن بن ططر الظاهري دويدار تمر نائب الشام ولي نظر الحرمين وعزل الأمير ناصر الدين بن الهمام ودخل إلى القدس الشريف في جمادي الآخرة