روي عن النبي ﷺ إنه قال لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال لي يا محمد أقرى أمتك مني السلام وقل لهم إن الجنة طيبة التربة عذب الماء وإنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر وفي رواية فرأيت إبراهيم الخليل فرحب بي سهل ثم قال لي مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسع فقال وما غراس الجنة؟ فقال لا حول ولا قوة إلا بالله وفي رواية فقال أبي إبراهيم مرحباً بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لامته يا نبي إنك لاق ربك الليلة وأن أمتك هي آخر الأمم وأضعفها فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جلها في أمتك فافعل.
[(ذكر ضيافة وإكرامه للضيف وأخلاقه الكريمة)]
ورو أن إبراهيم ﵇ كان إذا أراد أن يأكل خرج ميلا أو ميلين يلتمس من يأكل معه وكان يكنى بأبي الضيفان ولصدق نيته في الضيافة دامت ضيافته في مشهده إلى يومنا هذا فلا ينقصني يوم ولا ليلة إلا ويأكل عنده جماعة.
وحكي إن رجلاً شريف القدر من أهل دمشق ذا وجاهة كان يزور الخليل ﵇ في كل حين وكان يؤتى بالضيافة التي جرت العادة بها لزواره فيردها ولا يأكل منها شيئاً فجاء مرة وهو ملهوف وجعل يطلبها ويجد في طلبها حتى قيل إنه كان يتتبع ما بقي في القصع ويلتقط ما يجد من لباب الخبز وفتاته فيأكله فقيل له في ذلك فقال رأيت الخليل ﷺ فقال لي: ما أكلت ضيافتنا فنحن ما قبلنا منك زيارتك.
روي عن ابن عباس ﵄ أنه قال إن الله تعالى وسع على إبراهيم