عشرة أنفس وضايقهم فيه فخارت قواهم بعد ما كانوا معدودين من الشجعان وقبض عليهم وقيدوهم وحملهم إلى القاهرة وكان لدخولهم يوم مشهود.
وتولى قتلهم الصوفية والفقهاء وأرباب الديانة بعد ما ساق رجلين من أعيان الإفرنج إلى منى ونحرهما هناك كما تنحر البدن التي تساق هديا إلى الكعبة.
ثم في سنة تسع وسبعين وخمسمائة ملك حمص وآمد وعنتاب وغيرهما ثم سار إلى حلب وحاصرها وأخذها من صاحبها عماد الدين زنكي ابن مودود بن عماد الدين وعوضه عنها سنجار وما معها وتسلم حلبي في صفر من هذه السنة.
ومن الاتفاقات العجيبة أن محيي الدين ابن الزكي قاضي دمشق مدح السلطان بقصيدة منها:
وفتحكم حلباً بالسيف في صفر … مبشر بفتوح القدس في رجب
فوافق فتح القدس في رجب سنة ثلاث وثمانين على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
وفي سنة ثمانين وخمسمائة غزا السلطان الكرك وضيق على أهلها من الإفرنج وملك ربض الكرك وبقيت القلعة وحصل بين المسلمين والإفرنج القتال فرحل عنها وسار إلى نابلس وأحرقها ونهب ما بتلك النواحي وقتل وأسر وسبي وعاد إلى دمشق.
وفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ملك ميافارقين.
وفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة أحضر السلطان ولده الملك الأفضل من مصر فأقطعه دمشق ثم أحضر أخاه العادل من حلب وجعل ولده العزيز عثمان نائباً عنه بمصر واستدع نائبه بمصر - هو ابن أخيه الملك المظفر تقي الدين عمر ابن شاهنشاه - وزاده على حماه سنج والمعرة وكفر طاب وميافارقين واستقر العزيز عثمان والعادل أبو بكر في مصر.
واستمر الحال على ذلك إلى أن دخلت سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فيها كانت الوقعة العظيمة التي فتح الله بها بيت المقدس وغيره على يد السلطان الأعظم