من النهب وما تقدم شرحه في سنة خمس وسبعين وزعم أن غريمه القاضي شهاب الدين ابن عيبه وأنه هو الآمر بذلك وشهد له بذلك الشيخ جمال الدين بن غانم شيخ الحرم في حضرة السلطان في وجه القاضي شهب الدين بن عيبه.
فرسم له السلطان بألف دينار منها مائتا دينار على ناضر الحرمين الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي ومائتا دينار على شيخ الاسلام الكمالي بن أبي شريف ومائتا دينار على القاضي شهاب الدين بن عبية وعلى الخزائن الشريفة وأربعمائة دينار فقبض ما رسم له به من القاضي شهاب الدين بن عبية ولم يقبض من غيره شيئا.
ثم وقع بعد ذلك ما تقدم من استمرار القاضي الشافعي وناضر الحرمين وولاية شيخ الصلاحية وأخيه والقاضي الحنفي وأذن لهم في السفر فدخل إلى القدس الشريف ناظر الحرم الشريف الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي والقاضي شهاب الدين ابن عبية وعلى كل منهما خلعة السلطان وكذلك الأمير جقمق نائب السلطنة البس خلعة الاستمرار وردت عليه من القاهرة ودخل الثلاثة إلى القدس الشريف في يوم الاثنين ثامن عشري ربيع الأول وكان يوما حافلا.
ثم دخل القاضي جمال الدين الديري الحنفي إلى القدس الشريف في يوم الخميس ثامن شهر ربيع الآخر وهو لابس تشريف الولاية وهو ضعيف متوعك وكان حمل في محفة من الرملة إلى قصر ابن عمه الشيخ تاج الدين الديري عند خان الظاهر ثم البس الخلعة ودخل وهو في غاية الانزعاج فأقام أربعة عشر يوما وتوفي في يوم الأربعاء حادي عشر ربيع الآخر ولم يقدر انه حكم حكما ولا جلس للحكم بعد مال كبير بذله في الولاية وصلي عليه بالمسجد الأقصى ودفن بما ملا إلى جانب والده من جهة القبلة وضبط موجوده.
وكان ممن حضره قاضي القضاة المالكي نور الدين البدرشي ثم توفي بعده بعشرة أيام في ليلة السبت ثاني جمادي الأولى ودفن بباب الرحمة.