وفيها استقر الأمير سنطباي النحاسي في نيابة السلطنة الشريفة بالقدس الشريف عوضا عن الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب ودخل متسلمه إلى القدس في يوم الثلاثاء رابع عشر جمادي الأولى ودخل هو إلى القدس في يوم السبت سادس عشر رجب وقرئ توقيعه يوم الجمعة.
وفيها توجه القاضي فتح الدين بن الأسيل الشافعي قاضي القدس إلى الحجاز الشريف خفية من حيث لم يعلم الناس بحاله فإنه اظهر انه يتوجه إلى نابلس في شهر رمضان فتوجه إليها ثم توجه من نابلس إلى بلد الخليل وسافر صحبة الحجاج وهو مستمر على الأولاية وشغرت الوظيفة عنه من شهر رمضان سنة أربع وثمانين إلى آخر سنة خمس وثمانين ولم يكن بالقدس إذ ذاك حاكم مالكي ولا حنبلي وانفرد القاضي شمس الدين الديري الحنفي بالحكم في مدينة القدس مدة سنة كاملة إلى أن ولي الحنبلي ودخل إلى القدس في ثامن عشر شهر شعبان سنة خمس وثمانين فكان القاضي الحنفي كلما احتاج الأمر إلى مسئلة خلافية استخلف فيها من أهل ذلك المذهب.
وفيها - أعني سنة أربع وثمانين - حج السلطان والملك الأشرف قايتباي إلى بيت الله الحرام وزار النبي ﷺ في الذهاب وأقام بالمدينة الشريفة أربعة أيام ثم توجه منها إلى مكة المشرفة وقضى مناسكه وعاد إلى محل سلطنته بالديار المصرية والله الموفق.
ثم دخلت سنة خمس وثمانين وثمانمائة ٨٨٥ هـ فيها في شهر المحرم وردت البشرى إلى القدس الشريف بوصول السلطان من مكة المشرفة وكان دخوله إلى القاهرة في يوم الاثنين ثاني عشر المحرم وكان يوما مشهودا لدخوله وزينت مدينة القدس وغيرها من البلاد.
وفيها - بعد قدوم السلطان من الحجاز الشريف - أنعم على الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب باستقراره في نيابة القدس الشريف عوضا عن الأمير سنطباي