المقدسي الجوال في الآفاق الجامع بين الذكاء والحفظ وحسن التصنيف وجودة الخط ولد ببيت المقدس في سادس شوال سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وحدث سنة ستين وأول من سمعه الفقيه نصر المقدسي وكان من المشهورين بالحفظ لمعرفة بعلوم الحديث وله في ذلك مصنفات مجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته وصنف تصانيف كثيرة منها أطراف الكتب الستة وهي صحيح البخاري ومسلم أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأطراف الغرائب تصنيف الدارقطني وكتاب الأنساب في جزء لطيف وهو الذي ذيله الحافظ أبو موسى الأصبهاني وغير ذلك من الكتب وله شعر حسن وكتب عنه غير واحد من الحفاظ منهم أبو موسى المذكور.
رحل إلى بغداد في سنة سبع وستين وأربعمائة ثم رجع إلى بيت المقدس وحرم منه إلى مكة وتوفي ببغداد يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمسمائة ودفن بالمقبرة العتيقة بالجانب الغربي وكان ولده زرعة طاهر من المشهورين بعلو الإسناد وكثر السماع قدم بغداد للحج وحدث بها بأكثر مسموعاته وسمع منه الوزير أبو المظفر يحي بن هبيرة القيسراني - بفتح القاف والسين المهملة بينهما ياء مثناة من تحتها ثم راء مفتوحة بعد الألف نون - هذه النسبة إلى قيسري بلدة على ساحل البحر ببلاد الشام.
وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون القرشي الكوفي الحافظ كان ديناً خبيراً رحل إلى الشام وسمع الحديث ببيت المقدس وتوفي سنة عشر وخمسمائة بجبلة وحمل إلى الكوفة.
وأبو روح ياسين بن سهل القابسي الخشاب توفي بنيسابور سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم بن مسلم المقدسي الفقيه الشافعي صاحب الذخائر ولد بالقدس سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة وتفقه على الفقيه نصر حتى برع