للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الغرب من جِهَة الْقبْلَة وَهِي على عمد من رُخَام (المغارة) وَتَحْت الصَّخْرَة مغارة من جِهَة الْقبْلَة يتَوَصَّل اليها من سلم حجر ينزل فِيهِ الى المغارة وَعند وسط السّلم صفة صغرى مُتَّصِلَة بِهِ من جِهَة الشرق يقف عَلَيْهَا الزوار لزيارة لِسَان الصَّخْرَة وَهُنَاكَ عَمُود من رُخَام ملقى طرفه الْأَسْفَل على طرف الصّفة من جِهَة الْقبْلَة مُسْندًا الى جِدَار المغارة القبلي وطرفه الآخر الْأَعْلَى مُسْندًا الى طرف الصَّخْرَة كَأَنَّهُ مَانع لَهَا من الْميل الى جِهَة الْقبْلَة اَوْ لغير ذَلِك وَهَذِه المغارة من الْأَمَاكِن المأنوسة عَلَيْهَا الابهة وَالْوَقار وَحكى صَاحب (مثير الغرام) قَالَ رَأَيْت فِي كتاب (القبس فِي شرح موطأ الامام مَالك بن أنس) تأليف الامام ابي بكر بن الْعَرَبِيّ انه قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى (وانزلنا من السَّمَاء مَاء بِقدر) فَذكر اقوالا اربعة الرَّابِع مِنْهَا قيل ان مياه الارض كلهَا تخرج من تَحت صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس وَهِي من عجائب الله تَعَالَى فِي ارضه فانها صَخْرَة شعثاء فِي وسط الْمَسْجِد الْأَقْصَى قد انْقَطَعت من كل جِهَة لَا يمْسِكهَا الا الَّذِي يمسك السَّمَاء ان تقع على الأَرْض إِلَّا باذنه فِي اعلاها من جِهَة الْجنُوب قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ركب الْبراق وَقد مَالَتْ من تِلْكَ الْجِهَة لهيبته وَفِي الْجِهَة الاخرى أثر اصابع الْمَلَائِكَة الَّتِي أَمْسَكتهَا اذ مَالَتْ بِهِ وَمن تحتهَا الْغَار الَّذِي انفصلت عَنهُ من كل جِهَة عَلَيْهِ بَاب يفتح للنَّاس للصلوات وَالِاعْتِكَاف فهبتها مُدَّة ان ادخل تحتهَا لِأَنِّي كنت اخاف ان تسْقط عَليّ بِالذنُوبِ ثمَّ رَأَيْت الظلمَة والمجاهرين بِالْمَعَاصِي يدْخلُونَهَا ثمَّ يخرجُون مِنْهَا سَالِمين فهممت ان ادخلها ثمَّ قلت ولعلهم امهلوا واعاجل فتوقفت مُدَّة ثمَّ عزم عَليّ فدخلتها فَرَأَيْت الْعجب العجاب يمشي فِي جوانبها من كل جِهَة فتراها مُنْفَصِلَة عَن الأَرْض لَا يتَّصل بهَا من الأَرْض شَيْء وَبَعض الْجِهَات اشد انفصالا من بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>