ومقدم الرواية وجميع أكابرهم المأسورين إلى دمشق وسجنهم.
[(فتح عكا)]
ورحل السلطان ظهر يوم الثلاثاء بمن معه من العساكر الإسلامية ونزل عشية بأرض لوبيا فلما أصبح سار وكان في صبيحة الأمير عز الدين أبو فليسة القاسم ابن المهنى الحسيني أمير المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وكان حضر تلك السن صحبة الحجاج وهو ذو شيبة نيرة وحضر مع السلطان هذا الفتح جميعه.
فأقبل السلطان على عكا وخيم قريباً منها وأصبح يوم الخميس ركب لحربها فخرج أهل البلد يطلبون الأمان. فأمنهم وخيرهم بين المقام والانتقال وأمهلهم أياماً حتى ينتقل من يختار النقلة فأسرع الإفرنج في الخروج منها ودخل الجند واستولوا على الدور ونزلوا بها وغنموا منها شيئاً كثيراً.
وكان السلطان جعل للفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري كل ما يتعلق بالزاوية من منازل وضياع فأخذها بما فيها ووهب عكا لولده الملك الأفضل.
ودخلها المسلمون مستهل جمادى الأول وصليت الجمعة بها وجعلت الكنيسة العظم مسجداً جامعاً ورتب فيه القبلة والمنبر وخطب جمال الدين عبد اللطيف بن الشيخ أبي نجيب السهروردي وتولى بها القضاء والخطابة.
وأقام السلطان في خيمة بباب عكا على التل وكتب لأخيه الملك العادل سيف الدين أبي بكر وهو بمصر يعلمه بالفتح فوصلت البشائر للسلطان بوصوله وإنه فتح في طريق حصن مجدل يافا ومدينة يافا عنوة وغنم ما فيها. فتوجه إليه القصاد من أخيه السلطان الملك وأنعم عليهم مما غنمه وسباه بشيء كثير. واستمر السلطان مقيماً بمخيمه وفرق الأمراء لفتح البلاد المجاورة وأمدهم بالعساكر.