مأخوذون وكان بينهم خلف وتنافر فشرعوا حينئذ في الصلح وتوافقوا على اجتماع الكلمة.
ثم إن السلطان سار بالعسكر إلى ديار الإفرنج بعد أن رتب العسكر واستعرضه ورحل على هيئة عظيمة يوم الجمعة سابع عشر ربيع الآخر وخيم على جيبين ثم أصبح سائراً ونزل على الأردن وهو نهر الشريعة والإفرنج قد تأهبوا للحرب بصفورية ورتبوا جيوشهم ورفعوا صلبانهم وكانوا نحو خمسين ألفاً وأكثر والسلطان في كل صباح يسير إليهم ويراميهم.
[(فتح طبرية)]
ثم قوى عزمه على طبري فسار إليها ونزل عليها وأحضر الحجارين والنقابين وأمرهم بالهدم والنقب وكان ذلك يوم الخميس فنقبوا في برج فهدموه وتسلقوا فيه وتسلموه ودخل الليل.
فلما بلغ الإفرنج ذلك اعتدوا وشدوا عزمهم وعلموا أن طبرية متى أخذت تؤخذ منهم جميع البلاد فاجتمع الإفرنج مع ملوكهم وساروا بفارسهم وراجلهم نحو السلطان ذلك يوم الجمعة فما كذب الخبر واستخار لله تعالى وسار بعسكره.
وجاء يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر والإفرنج سائرون إلى طبرية فرتب السلطان الاطلاب في مقاتلتهم فحال الليل بين الفريقين.
(وقعة حطين - وهي الوقعة العظمى)
فلما أسفر الصبح ثار الحرب بين الفريقين وصاح المسلمين صبحة رجل واحد فألقى الله الرعب في قلوب الكافرين ووقع البطش في الإفرنج ومكن الله المسلمين منهم فأووا إلى جبل حطين - وهي قرية عندها قبر النبي شعيب ﵊ وانهزم القمس حين أحس بالكسرة وذلك قبل اضطراب الجمع فدهمهم المسلمون