(ذكر بناء المدرسة الأشرفية المنسوبة لملك العصر مولانا السلطان)
(الملك الأشرف أبي النصر قايتباي نصره الله تعالى)
قد تقدم ان الأمير حسن الظاهري كان قد بنى المدرسة القديمة للملك الظاهر خشقدم ثم بعد وفاته سأل السلطان الملك الأشرف في قبولها فقبلها منه ونسبت إليه ورتب لها شيخا وصوفية وفقهاء وصرف لهم المعاليم ثم حضر السلطان إلى القدس الشريف في سنة ثمانين وثمانمائة فلم تعجبه فلما كان في سنة أربع وثمانين توجه القاضي أبو البقا بن الجيعان من القاهرة إلى دمشق لضبط تركة ملك الأمراء جاني بيك قلقيس نائب دمشق ودخل إلى بيت المقدس في يوم الأربعاء ثالث ربيع الآخر وصحبته خاصكي لهدم المدرسة المشار إليها وتوسيعها بما يضاف إليها من العمارة وسافر القاضي أبو البقا في يوم الخميس ثاني يوم دخوله ولم تهدم في ذلك التاريخ.
فلما كان في يوم الأحد رابع عشري شعبان سنة خمس وثمانين كان الابتداء في حفر الأساس لعمارة المدرسة وهدم البناء القديم الذي على رواق المسجد وشرع المهندسون في العمل فبنى المجمع السفلي الملاصق لرواق المسجد من جهة الشرق ثم توجه الشيخ شهاب الدين العميري إلى الديار المصرية بسبب عمارة المدرسة ليحرض السلطان على الاجتهاد في أمرها والاسراع في عمارتها.
وفيها استقر الأمير شهاب الدين أحمد بن مبارك شاه في نيابة القدس الشريف عوضا عن الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب ودخل متسلمه إلى القدس الشريف في تاسع عشر ذي القعدة ثم دخل هو إلى القدس في يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي القعدة وصحبته جمع كبير من العرب والعشير وكان يوما مشهودا وقرئ توقيعه يوم الجمعة وغضب السلطان على الأمير ناصر الدين بن أيوب وقبض عليه وامتحنه.