محمد النشاشيبي أحد الخزندارية بالخدم الشريفة لكشف أوقاف الحرمين الشريفين بالقدس والخليل وتحرير أمرهما واصلاح ما اختل من نظامهما في أيام الأمير برد بك التاجي فحضر إلى القدس ودخل بخلعة السلطان ونظر في مصالح الأوقاف وعمر المسجد الأقصى وصرف المعاليم وباشر تدبير الأمور حتى صلح منها ما فسد في زمن برد بك التاجي وتراجعت أحوال بيت المقدس إلى الخير وحصل الرخاء وتباشر الناس بالفرج بعد الشدة.
وكانت العين الواصلة إلى القدس قد قطعت فدخلت إلى القدس في شهر جمادي الآخرة وتباشر الناس بذلك وعد ذلك من بركة الأمير ناصر الدين النشاشيبي ونقشت رخامة بذلك وألصقت بالحائط الكائن عند درج العين بجوار التربة الجالقية وفيها استقر القاضي حميد الدين أبو حامد المالكي في قضاء المالكية بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل ﵇ ودخل إلى القدس في شهر رجب وتقدم ذكر ذلك في ترجمته.
وفيها استقر الأمير يوسف الجمالي المشهور بابن فطيس خازندارجا ثم نائب الشام في نيابة السلطنة بالقدس الشريف عوضا عن دمرداش العثماني ودخل إليه في شهر شوال في يوم خروج الحجاج وكان دخوله بعد الظهر وهو اليوم الذي توفي فيه الشيخ برهان الدين أبو الوفا ثم توجه الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي إلى الأبواب الشريفة في أواخر السنة.
وفيها - في شهر رمضان - استقر القاضي برهان الدين إبراهيم بن القاضي شهاب الدين التميمي الشافعي في قضاء الشافعية بمدينة سيدنا الخليل ﵇ عوضا عن شيخ الصلاحية القاضي غرس الدين خليل الكناني ورسم بابطال ما كتب للقاضي أبو حامد المالكي من قضاة المالكية بمدينة سيدنا الخليل ﵇.
ثم دخلت سنة خمس وسبعين وثمانمائة وفيها استقر الأمير ناصر الدين محمد ابن النشاشيبي في نظر الحرمين بالقدس والخليل استقلالا ودخل إلى القدس الشريف