تسمى الساهرة واصل الساهرة الفلاة ووجه الأرض وقيل الأرض العريضة البسيطة والساهرة عند العرب الأرض التي تبعث سالكها على السهر للسرى فيها لينجو منها ومعنى الساهرة ارض لا ينامون عليها ويسهرون.
قلت وهذا البقيع المعروف بالساهرة ظاهر مدينة القدس الشريف من جهة الشمال وبه مقبرة يدفن فيها موتى المسلمين وبها جماعة من الصالحين والمقبرة مرتفعة على جبل عال.
[(الأدهمية)]
وسفل هذا الجبل كهف من العجائب وهو زاوية للفقراء الأدهمية داخل تحت هذا الجبل في صخرة عظيمة وتسمى مغارة الكتان والمقبرة التي هي الساهرة علو سقف هذه المغارة بحيث أنه لو أمكن حفر القبور من أسفلها لنفذ إلى الكهف الذي هو زاوية الأدهمية ولكن المسافة بعيدة فإن الصخرة سمكة ضخمة جدا ويلغز في هذا بأن يقال احياء تحت أموات وهذا لأمر مشاهد عيانا وقد عمر هذه الزاوية الأمير منجك نائب الشام ووقف عليها هو وغيره من أهل الخير وفيها قبور جماعة من الصالحين وعليها الأنس والوقار.
[(مغارة الكتان)]
ومقابل الساهرة من جهة القبلة تحت سور المدينة الشمالي مغارة كبيرة مستطيلة وتسمى مغارة الكتان أيضا يقال إنها تصل إلى تحت الصخرة الشريفة ودخلها جماعة وحكوا عنها أشياء من الأمور المهولة.
وأما ما بظاهر بيت المقدس من المقابرة والمغائر المعدة لدفن أموات المسلمين فأولها مقبرة باب الرحمة وهي بجوار سور المسجد الشرقي فوق وادي جهنم وهي مأنوسة لقربها من المسجد وهي أقرب الترب إلى المدينة وفيها قبر شداد ابن أوس الأنصاري مشهور وغيره من العلماء والصالحين وقد جدد فيها تربة