وعمرت الحوش المحيط بها وكانت عمارته في سنة أربع وتسعين وسبعمائة وتوفيت بالقدس الشريف في يوم السبت في شهر ذي القعدة سنة ثمانمائة ودفنت بتربتها التي أنشأتها بعقبة الست تجاه الدار الكبرى رحمهما الله تعالى وكان بالزاوية القلندرية جماعة مقيمون ولا وقف لها.
وقد خربت الزاوية وسقطت في زمن قريب في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة واستمرت خرابا إلى يومنا وبها يدفن الأعيان من الأمراء ممن يرد إلى ببيت المقدس وغيرهم وأرض هذه القلندرية ومعظم أرض ما ملا صخر أصم وحفر القبور فيها بمشقة زائدة.
زاوية الكبكية وبمقبرة ما ملا قبة محكمة البناء تعرف بالكبكية نسبتها للأمير علاء الدين آيد غدى ابن عبد الله الكبكي المدفون بها ووفاته في يوم الخميس خامس شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وستمائة.
(بيت لحم)
قريبة من القدس وهي عنها نحو ربع بريد من جهة القبلة وبها ولد سيدنا عيسى ﵇ وقد ورد في حديث المعراج الشريف ان جبريل (ع) قال للنبي ﷺ حين أسرى به انزل فصل فنزل فصلى قال أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ﵇.
وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يبعث بزيت يسرج في بيت لحم حيث ولد عيسى ﵇ وهذه القرية غالب سكانها في عصرنا نصارى وبها كنيسة محكمة البناء بها ثلاث محاريب مرتفعة أحدها موجه إلى جهة القبلة الشريفة والثاني إلى جهة الشرق والثالث إلى جهة الصخرة الشريفة وسقفها خشب مرتفع على خمسين عمودا من الصخر الأصفر الصلب غير السواري المبنية بالأحجار وأرضها مفروشة بالرخام وعلى ظاهر سقفها رصاص في غاية الأحكام وهذه الكنيسة من بناء هيلانه