وأتقن وبقرب منه بناء مدينة نابلس فهذه المدن الثلاث بناءها متقن لكونها في الجبل والحجارة فيها كثيرة متيسرة.
وأما رؤية بيت المقدس من بعد فمن العجائب المشهورة في نورانيتها وحسن منظرها من جهة الشرق إذا كان الانسان على جبل طور زيتا وكذلك من جهة القبلة وأما من جهة الغرب والشمال فلا يرى منها من بعد إلا القليل لمواراة الجبال لها فإن بيت المقدس وبلد سيدنا الخليل ﵊ في جبال كثيرة الأوعار والأحجار والسير فيها مشق والمسافة فيها بعيدة فإن الجبال المحيطة بالبلدتين مسافتها تقريبا ثلاثة أيام طولا ومثلها عرضا بسير الأثقال ولكن إذا من الله على قاصد الزيارة بالوصول إلى المسجد الأقصى الشريف والى المقام الشريف الخليلي فمن حين رؤيته لتلك الأماكن المشرفة يحصل له من الأنس والبهجة ما لا يكاد يوصف ويسلو ما حصل له من المشقة والنصب.
وقد أنشد الحافظ ابن حجر عند قدومه لزيارة بيت المقدس في معنى ذلك:
إلى البيت المقدس جئت أرجو … جنان الخلد نزلا من كريم
قطعنا في محبته عقابا … وما بعد العقاب سوى النعيم
وأما الأبواب التي للمدينة فأولها من جهة القبلة باب حارة المغاربة وباب صهيون المعروف الآن بباب حارة اليهود ومن جهة الغرب باب سرّ صغير لصق دير الأرمن وباب المحراب وهو المسمى الآن بباب الخليل.
وروى المشرف بسنده عن علي بن سلامة قال سمعت أبي يقول سمعت ان باب لد الذي جاء عن النبي ﷺ أنه يقتل عليه عيسى بن مريم (ع) الدجال ليس هو باب الكنيسة التي عند الرملة وإنما هو باب داود الغربي الذي عند محراب داود ويسمى باب لد.
وباب يعرف بباب الرحبة ومن جهة الشمال باب دير السرب وباب العامود وباب الداعية المتوصل منه إلى حارة نبي زيد وباب الساهرة ومن جهة الشرق باب الأسباط.