للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال يا أمير المؤمنين ان اليهود لتعلم ذلك ولكنهم يحسدونكم معاشر العرب على أن يكون أبوكم هو الذبيح ويزعمون انه إسحاق أبوهم.

وروى الثعلبي عن الصهاجي قال كنا عند معاوية فذكروا إسماعيل الذبيح أو إسحاق فقال على الخبير سقطتم كنت عند رسول الله فجاء رجل وقال له ابن الذبيحين فضحك رسول الله فقال له يا أمير المؤمنين وما الذبيحان فقال ان عبد المطلب لما حفر زمزم نذر لئن سهل الله له أمرها ليذبحن أحد أولاده فخرج السهم على ولده عبد الله فمنعه أخواله من ذلك وقالوا له بل أفد ولدك بمائة من الإبل ففداه والثاني إسماعيل .

ومن زعم أن الذبيح إسحاق فيقول كان موضع الذبح بالشام على ميلين من إيليا وهي بيت المقدس وزعمت اليهود انه كان على صخرة بيت المقدس ومن يقول إن الذبيح إسماعيل فيقول ان ذلك كان بمكة المشرفة.

وأرسل الله إسماعيل إلى قبائل اليمن والى العماليق وزوج إسماعيل ابنته من ابن أخيه العيص بن إسحاق وعاش إسماعيل مائة وسبعاً وثلاثين سنة ومات بمكة ودفن عند قبر أمه هاجر بالحجر فكانت وفاته بعد وفاة أبيه إبراهيم بثمان وأربعين سنة.

ولما ماتت سارة بعد وفاة هاجر تزوج إبراهيم الخليل امرأة من الكنعانيين وولدت منه ستة وهم يقشان وزمران ومدان ومديان ويشق وشرخ.

ثم تزوج امرأة أخري فولدت له خمسة بنين فكان جميع أولاد إبراهيم ثلاثة عشر ولد مع إسماعيل وإسحاق فكان إسماعيل أكبر أولاده فآثر إسماعيل ارض الحجاز وإسحاق ارض الشام وفرق سائر ولده في البلاد والله أعلم.