للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يفور الماء منها حتى يصير كالنهر الجاري ويسيح إلى مسافة بعيدة ويستمر على هذه الحالة عدة أيام كالشهر ونحوه وهو من العجائب.

وكان في بيت المقدس ست برك عملها حزقيل أحد ملوك بني إسرائيل منها ثلاثة في المدينة بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض وثلاثة خارج المدينة بركة ما ملا وبركتا المرجيع جعل ذلك خزائن للماء لأهل بيت المقدس.

قلت أما بركة بني إسرائيل فهي موجودة مشهورة وهي شمالي المسجد الأقصى بلصق سورة بين باب الأسباط وباب حطة ومنظرها مهول وهي من العجائب وأما بركة سليمان وبركة عياض فلا أعرفهما ولم اطلع على شيء يدل عليهما ولكن بداخل القدس بركتان أحداهما بخط مرزبان وهي لجمع الماء المتحصل لحمام علاء الدين البصير وهي بجواره والثانية بحارة النصارى لجمع الماء المتحصل لحمام البترك وقف الخانقاه الصلاحية فيحتمل أنهما البركتان المذكورتان والله أعلم وأما بركة ما ملا فهي موجودة مشهورة وهي التي في وسط مقبرة ما ملا وأما بركتا المرجيع منها بالقرب من قرية ارطاس وهما موجودتان ينتفع بهما في خزن الماء الواصل من قناة السيل إلى القدس الشريف ومسافتهما عن القدس نحو نصف بريد والله أعلم.

وسبب تسمية مكانهما بالمرجيع ان سيدنا يوسف لما أخذه إخوته وألقوه في الجب مروا به على قبر أمه وهو بالقرب من المرجيع فلما رأى قبرها وهم طالعون ألقى نفسه عن الناقة وقال يا أماه ارفعي رأسك وانظري ما حل بولدك من البلاء وفقدوه فرجعوا فسمي المرجيع من ذلك اليوم فلما رجعوا لطموا وجهه وحملوه وألقوه في الجب كما هو مشهور في القصة والله أعلم.

وبظاهر مدينة القدس الشريف من كل جهة كروم بها من أنواع الفواكه من العنب والتين والتفاح وغيره وأحسن الأماكن أرض تعرف بالبقعة ظاهر القدس الشريف من جهة الغرب إلى جهة القبلة وقف الملك صلاح الدين على خانقاه