وقال النبي ﷺ لأبي عبيدة بن الجراح ﵁ النجاء النجاء إلى بيت المقدس إذا ظهرت الفتن قال يا رسول الله فإن لم أدرك بيت المقدس قال فابذل أحرز دينك وفي لفظ آخر فابذل مالك واحرز دينك.
وقال علي ﵁ لصعصعة نعم المسكن عند ظهور الفتن بيت المقدس القائم فيه كالمجاهد في سبيل الله وليأتين على الناس زمان يقول أحدهم ليتني تبنة في لبنة من لبنات بيت المقدس أحب الشام إلى الله تعالى بيت المقدس أحب جبالها إليه الصخرة وهي خر الأرض خراباً بأربعين عاماً قال وهي روضة من رياض الجنة.
وروي عن يحي بن أبي عمرو الشيباني إنه قال لا تقوم الساعة حتى يضرب على بيت المقدس سبعة أحياط حائط من فضة وحائط من ذهب وحائط من لؤلؤ وحائط من ياقوت وحائط من زمرد وحائط من غمام.
وأما ما يقال أن بيت المقدس طشت من ذهب مملوء عقارب وإنه كأجمة الأسد فداخله أما أن يسلم وأما أن يدركه العطب فقد حمل ذلك على زمان بني إسرائيل الذين كانوا يعملون فيه بمعاصي الله تعالى فإن اللفظ المذكور قيل إنه مكتوب في التوراة قال بعض العلماء وظاهر الخطاب يدل على إنهم - يعني العقارب - كانوا موجودين في ذلك الوقت ولو أراد قوماً من هذه الأمة قال املؤها عقارب حتى يكون للمستقبل والله أعلم وأما اليوم فالحمد له فإنما وبأفنائه الطائفة المنصورة - كما تقدم.
وعن أبي عمرو الشيباني قال ليس يعد من الخلفاء إلا من ملك المسجدين المسجد الحرام ومسجد بيت المقدس الشريف وقد أجمعت الطوائف كلها على تعظيم بيت المقدس ما عدا السامرة فإنهم يقولون إن القدس جبل نابلس وخالفوا جميع الأمم في ذلك.
وقد كان بنو إسرائيل إذا نزل بهم خوف من عدو أو أجدبوا صوروا القدس