للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد تقدم أن محراب داود في الحصن الذي بظاهر البلد المعروف بالقلعة فان هناك كان مسكنه ومتعبده فيه ويحتمل أن يكون محرابه الذي كان يصلي فيه في الحصن في مكان بعيد منه ومكان المحراب الكبير الذي في داخل المسجد كان موضع مصلاه إذا دخل المسجد ولما جاء عمر بن الخطاب اقتفى أثره وصلى في مكان متعبده فسمي محراب عمر لكونه أول من صلي فيه يوم الفتح وهو في الأصل محراب داود.

ويعضد هذا ما تقدم من حديث عمر لما قال لكعب أين نجعل مصلانا في هذا المسجد؟ فقال في مؤخره مما يلي الصخرة فقال بل نجعل قبلته صدره ثم خط المحراب في ذلك المتعبد.

وأما المحراب الصغير الذي إلى جانب المنبر من جهة الغرب بداخل المقصورة الحديد بجوار الباب المتوصل منه إلى الزاوية الخنثنية فيقال إنه محراب معاوية.

وذرع هذا الجامع في الطول من المحراب الكبير إلى عتبة الباب الكبير المقابل له مائة ذراع محررا بذراع العمل غير جوف المحراب وغير الأروقة التي يظاهر الأبواب الشمالية وعرضه من الباب الشرقي الذي يخرج منه إلى جهة مهد عيسى إلى الباب الغربي ستة وسبعون ذراعا بذراع العمل.

وبداخل هذا الجامع في صدره من جهة الشرق مجمع معقود بالحجر والشيد به محراب ويقال لهذا المجمع جامع عمر وتسميته بجامع عمر لأن هذا البناء من بقية بناء عمر الذي كان جعله عند الفتح ويقال أن المحراب الذي بداخل هذا المجمع هو محراب عمر والأكثرون على أن محراب عمر إنما هو المحراب الكبير المجاور للمنبر المقابل للباب الكبير الذي من جهة الشمال كما تقدم قريبا.

والى جانب هذا المجمع المعروف بجامع عمر من جهة الشمال إيوان كبير معقود سمي مقام عزير وبه باب يتوصل منه إلى جامع عمر وبجوار هذا الإيوان من