للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقال: (أجمعَ) المسيرَ وعلى المسيرَ: عزم عليه. وحقيقته جمَع رأيَه عليه. ومنه

الحديث: «من لم يُجْمِع الصيام قبل الفجر فلا صيام له»

و (أجْمَعوا) على أمرٍ: اتفَّقوا عليه.

و (استجمَع) (١) السيلُ: اجتمع من كلّ موضع. و (استجمعَتْ) للمرءِ أمورُه: اجتمع له ما يحبّه. وهو لازم كما ترى. وقولهم «استجمَع الفَرسُ جَرْياً» نصْبٌ على التمييز. وأما قول الفقهاء «مستجمِعاً شرائط الجمعة (٢) فليس بثَبَتِ.

وأما قول الأبيوردي (٣):

شآمِيَةٌ تَستَجميع الشَّوْلَ حَرْجَفُ

فكأنه قاسه على ما هو الغالب في الباب، أو سَمِعه من أهل الحضر فاستعمله.

ويقال (رجلٌ مجتمِع) إذا بلغ أشُدَّه، لأنه وقتُ اجتماع القُوى، أو لأن لِحْيته اجتمعت. وأما (الجِماع) فكناية عن الوطْء، ومعنى الاجتماع فيه ظاهر. وعن شُرَيح: «كان (٤) إذا أخَذ شاهدَ زور بعث به إلى السوق أجْمَعَ ما كان»، وانتصابُه على الحال من السوق، وإنما لم يقل «كانت» لأنها قد تُذكّر. ويُنشد:


(١) ع: ويقال استجمع.
(٢) ط: الصحة.
(٣) هو أبو المظفر محمد بن أحمد القرشي الأموي، شاعر مؤرخ عالم بالأدب «- ٥٠٧ هـ». والبيت في ديوانه ٢٠٦ من قصيدة طويلة وصدره: «وتقرون، والآفاق يمري نجيعها» وفيه يصف ريحاً باردة تجمع الإبل بعضها إلى بعض. الشول: النوق التي قل لبنها، ج شائلة، والحرجف: الريح الباردة، وقد أثبت في ط عبارة تتضمن شرح كلمات المصراع، وبعضها مثبت في هامش الأصل بخط مغاير. وكل ذلك من زيادات الشراح.
(٤) ع:
أنه كان.

<<  <  ج: ص:  >  >>