للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولذا سُميّت الوقعةُ يومَ الجمل. و «القاسطون»: معاويةُ وأشياعُه لأنهم قسَطوا أي جاروا حين حارَبوا إمام الحق». والوقعةُ تُعرف بيوم صِفّين. وأما «المارقون»: فهم الذين مرقوا أي خرجوا من دين اللّه واستحلّوا القِتال مع خليفة رسول اللّه ، وهم:

عبدُ اللّه بن وَهْبٍ الراسبيّ، وحُرقوصُ بن زهيرٍ البَجَلىّ المعروف بذي الثُّدَيَّة. وتُعرف تلك الوقعةُ بيوم النَهْروان، وهي من أرض العراق على أربعة فراسخَ من بغداد.

[نكح]

أصل (النكاح) الوطْءُ، ومنه قول النجاشيّ (١):

«والناكحين بشطَّيْ دِجْلة البقَرا»

وقول الأعشى (٢):

ومنكُوحةٍ غيرِ ممْهورة … وأخرى يُقال لها فادِها

يعني المَسْبيّةَ الموطوءة، ثم قيل للتزوّج (نِكاحٌ) مجازا، لأنه سبب للوطء المباح. قال الأعشى

ولا تنكحنَّ جارةً إن سِرَّها … عليك حرامٌ فانْكِحَنْ أو تأبَّدا (٣)

أي فتزوَّجْ، أو توحَّشْ وتعفَّف. وعليه قوله تعالى: «إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ» (٤)،

وقوله : «أنا من نكاحٍ ولستُ من سِفاح»

، وقال الزجّاج في قوله ﷿: «الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً» (٥) أي لا يتزوّج، وقيل: لا يطأ، قال: وهذا يَبعُد؛ لأنه لا يُعرف شيء من ذِكْر


(١) الشعر والشعراء ٢٤٧ والخزانة ٤/ ٣٦٨ وأوله:
«التاركين على طهرِ نساءهم»
ونسب البيت إلى الفرزدق في طلبة الطلبة ٣٨ وليس في ديوانه.
(٢) ديوانه ٧٥.
(٣) ديوانه ١٣٧. السر: الجماع.
(٤) الأحزاب ٤٩.
(٥) النور ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>