للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(أفعال المقاربة)]

وهي: «عسى، وكاد، وكرَب، وأوشك».

تقول: عسى زيد أن يخرُج، بمعنى: قارَبَ زيدٌ الخروج. ومنه:

«عسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسا» (١)، كأنَّها لمّا تخيَّلتْ آثار الشرّ من ذلك الغار قالت: قارَب الغُوير الشِّدَّةَ والشرَّ. وعن سيبويه أنه بمنزلة قولك: كان الغُوَيْرُ.

والغَرضُ أنَّ «عسى» يرْفع وينصِب، كما أن «كاد» كذلك. ويقال: «عسى أن يخرج زيدٌ» بمعنى: قرب خروج زيد، و «كاد زيد يخرج». و «أوشك»: يُستعمل استعمال «عسى» مرَّةً واستعمالَ «كاد» أخرى. والجيّد في «كرَب» استعمالُ «كاد».

(الأفعال الناقصة) (٢)

وهي: «كانَ، وصار، وأصبح، وأمسى، وأضحى، وظَلَّ، وبات، وما زال، وما بَرِح، وما فتِئ وما انفكَّ، وما دام، وليس»: ترفع الاسم وتنصب الخبر. تقول: كان زيدٌ منطلِقا، وصار زيدٌ غنيا. ويجوز في هذا الباب تقديمُ الخبر على الاسم. تقول: كان منطلِقا زيدٌ، وكان في الدار زيدٌ. وفي التنزيل: «وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» (٣)، «وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ» (٤)، «وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ» (٥). وعلى ذا، قولهم: «كان في الدار زيدا» بالنصب خطأ. وكذا قوله: «ولو كان مكانَ البغداديّ خُراسانيا».

وتجيء «كان» تامةً بمعنى حدَث وحصَل. ومنه: كانت


(١) مجمع الأمثال ٢/ ١٧. وانظر مادة: «بأس». وعبارة ع بعد ذلك:
«إنما قالت تلك المرأة ذلك لأنها لما تخليت .. ».
(٢) في الأصل: «أفعال الناقصة». والمثبت من ع، ط.
(٣) الروم: ٤٧.
(٤) الكهف: ٣٤.
(٥) الكهف ٤٣: «وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً».

<<  <  ج: ص:  >  >>