للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - كتاب المغرب]

هو معجم لغوي فقهي، عُني فيه المطرزي بشرح غريب الألفاظ التي ترد في كتب الفقه الحنفي، وهو من هذه الناحية بمنزلة كتابي «الزاهر» (١) للأزهري، و «المصباح المنير» للفيومي، في عنايتهما بألفاظ الفقه الشافعي.

على أن المطرزي تعدى ذلك إلى شرح مزيدٍ من غرائب اللغة وأعلام البلدان والرجال، محتجاً بالآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، وأقواله أئمة العربية حتى غدا كتاب «المغرب» هذا أشبه بموسوعة ثقافية موجزة متنوعة الألوان، وهو - على اختصاره واختصاصه - يدل على فضل المطرزي، وسعة باعهٍ في اللغة، وقوة تحقيقه، ولا يغني عنه أي معجم لغوي، ولم يؤلف قبله ولا بعده ما يماثله، هذا إلى أنه يضم مواد لا تجدها في لسان العرب، ولا في تاج العروس، وهما الموسوعتان العظيمتان في لغة العرب.

ومن الغريب أن يكون حظ «المغرب» في الدراسات المعجمية الحديثة ضئيلًا، وربما كان عيسى إسكندر المعلوف أول من أشار إلى قيمته (٢)، وتبعه الدكتور حسين نصار في كتابه «المعجم العربي»، ثم عمر رضا كحّالة في كتابه «اللغة العربية وعلومها».


(١) ما يزال هذا الكتاب مخطوطاً ولم يطبع بعد.
(٢) انظر مجلة «المجمع العلمي العربي» الصادرة بدمشق، المجلد ١٦ صفحة ٥٨ - ٦٥ (سنة ١٩٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>