للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«الأجناس» (١): أنشد ابن جنّي:

جاء الشتاء ولمّا أتَّخِذْ ربَضاً … يا ويْح كَفّيَ من حفْر القَراميص (٢)

أي مأوىً. والقُرموص: حفرة يَحفرها الرجل (٣) يقعُد فيها من البرد.

[ربط]

(ربَط) الدابّة: شَدّه (٤). والمَرْبِط موضع الربْط.

و (الرِباط) ما يُربَط به من حبْل. وقد يسمّى به (الحِبَالةُ) ومنه المثل: «إن ذَهب عَيْر فَعَيْرٌ في الرِباط (٥)»، يُضرب في الرضا بالحاضر وتركِ الفائت (٦). و (رباط الحائض): ما تُشَدُّ به الخرقةُ.

و (رَابَطَ الجيشُ): أقام في الثغر بإزاء العدوّ (مُرابطةً) و (رِباطاً) ومنه قوله تعالى (٧): «اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا».

جاء في التفسير: اصْبِرُوا على دينكم وَصابِرُوا عدوّكم، وَرابِطُوا: أي أقيموا على جهاده بالحرب. وقوله [تعالى] (٨): «وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ»:

جمع (رَبِيطٍ) بمعنى مَرْبوط، كفَصيل وفِصال على أحد الأوجُه.

و (المُرابِطة) الجماعة من الغزاة.

وأما ما

ذكر القُدوري من الحديث: «في كل فرسٍ دينارٌ وليس في الرابِطة شيء» ويروى في المرابطة (٩)

فالمعنى ما يُربَط في


(١) هو كتاب (الأجناس والفروق) للناطفي: أحمد بن محمد (- ٤٤٦ هـ) وهو فقيه حنفي من أهل الري. وينقل المطرزي عنه كثيراً في المغرب.
(٢) اللسان «قرمص» بلا نسبة.
(٣) ع: الانسان.
(٤) ضمير الهاء للدابة ويقع هذا على المذكر والمؤنث، والتاء فيه للوحدة، جمع دواب.
(٥) مجمع الأمثال ١/ ٢٥.
(٦) ع، ط، مجمع الأمثال: الغائب.
(٧) عبارة «قوله تعالى» ليست في ع، ط. وفعل «اصْبِرُوا» مثبت في ع، ط دون الأصل. والآية هي ٢٠٠ من آل عمران.
(٨) من ع، ط.
والآية من سورة الأنفال ٦٠: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ».
(٩) قوله: «في المرابطة» ساقط من ع، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>