للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (طِلَاعُ) الإناءِ: مِلْؤه، لأنه يطلُع من نواحيه عند الامتلاء.

[طلق]

(الطَّلاقَ): اسم بمعنى (التَّطليق) كالسلام بمعنى التَّسليم. ومنه قوله تعالى: «الطَّلاقُ مَرَّتانِ» (١) مصدرٌ من (طَلُقَت) بالضم والفتح، كالجمَال والفساد من جَمُل وفَسَد، وامرأةٌ (طَالِقٌ)، وقد جاء: (طَالِقةٌ)، والتركيب يدل على الحَلٍّ والانحلال، ومنه: (أطْلَقتُ) الأسيرَ إذا حَللتَ إساره وخَليّتَ عنه، و (أطلَقْتُ) الناقة من العِقال فطلَقَتْ، بالفتح.

ورجُلٌ (طَلْقُ) اليدين:: سَخيُّ، وفي ضدّه: مَغلولُ اليدين، وبه سُمّي والد قيس بن طَلْق. و (يومٌ طَلْقٌ) وليلةٌ طَلْقَةٌ: إذا لم يكن فيهما قُرُّ ولا حَرّ.

وشيءٌ (طِلْقٌ) بالكسر: أي جلال مُطْلَق، و (طَلاقَة الوجه) من هذا أيضا لأنها خلاف التقبُّض والعبُوس، يقال:

(تَطلَّق) وجهُه و (انطلَق)، ومنه قوله: «ويَنبغي للقاضي أن يُنصفَ الخصمين ولا يَنطلِقَ بوجهه إلى أحدهما في شيءٍ من المنطق ما لم يَفعلْه بالآخر»، يعني ليس له أن يكلِّم أحدَهما بوجهٍ طَلْق وبمنطقٍ عَذْب ولا يفعلَ هذا بصاحبه، ويجوز أن يكون من الانطلاق:

الذهاب، على معنى: ولا يَلْتفتُ إلى أحدهما.

وأمَّا (الطَّلْق) بالفتح، لوجَع الولادة: فعلى التفاؤل، والفعلُ منه (طُلِقَتْ) بضم الطاء فهي (مَطْلوقة). ومنه

قول ابن عُمَر : «لا ولو بطَلْقةٍ»

على لفظ المرّة، وقولُها: «لتُطَلِّقني أو لأَقتُلنّك» بنون التأكيد الخفيفة مُدْغمةً في نون العماد.


(١) البقرة ٢٢٩: «الطَّلاقُ مَرَّتانِ، فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ».

<<  <  ج: ص:  >  >>