للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبدالُ العين من الهمزة في: «أعَنْ تَرسَّمْت» (١)، وللّه عَنْ يَشْفيَك.

وتُسمّى عنَعنةَ تميم. وهذا الفصل له شرحٌ فيه طولٌ، وفيما ذكرت ههنا (٢) مَقْنَعٌ. ومن اللّه التوفيق.

قلتُ (٣): قد أنجزتُ الموعود، وبذلتُ المجهود، في إتقان ألفاظ هذا الكتاب وتصحيحها، وتهذيبها بعد الترتيب وتنقيحها، وبالغتُ في تلخيصها وتخليصها، وتسهيل ما استَصعَب من عَويصها، بتفسيرٍ كاشفٍ عن أسرارها، رافعٍ لحجُبها وأستارها، وتعمَّدتُ في حذف الزوائد، مع استكثار الفوائد، مُناصحةً لمن قصد صحّةَ المعنى فأتقن، وتحرّى الصوابَ كي لا يَلْحَن، إذْ لا صحّة للمعنى مع فساد البيان، كما لا مُروّة (٤) للعالِم اللّحّان. قال يونس بن حبيب:

«ليس للّاحن مُروّة (٤)، ولا لتارِك الإعراب بَهاء، وإن حَكَّ بيافُوِخه عَنان السماء». وقيل للحسن: «إنّ إمامنا يَلْحَن»، فقال:

«أَخِّرُوه». وكثيرٌ من اللَّحْن يقطع الصلاة، وإن تعمَّده قارئُه (٥) - والعياذُ باللّه - كفر.

اللهم كما وفَّقْتنا لإصلاح الأقوال فوفّقنا لإصلاح الأعمال؛ وكما هَديْتنا للتمييز بين الصحيح والسقيم من الكلام، فاهدِنا لتمييز الحلال من الحرام؛ فإنّ الخطأ في العلْم عند ذوي اليقين أهْونُ من الخِطْءِ


(١) في قول ذي الرمة
أعن ترسمت من خرقاء منزلةً … ماء الصبابة من عينيك مسجوم
(٢) ع: هنا.
(٣) ط: «قال المصنف أطال اللّه بقاءه، وحرس من المكاره»
(٤) ع: مروءة
(٥) ع: القارئ

<<  <  ج: ص:  >  >>