للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجلًا زرَع في أرضه ثم حصدَه وبقي من حصاده وجِلّه مَرعىً (١) فله أن يمنع هذا ويَبيعه لأن الحصاد نبَت بزرعِه» ففيه توسُّع؛ وذلك أن الحصاد مصْدر في الأصل كما ذكرتُ، وقد نطق به التنزيل في قوله [سبحانه] (٢): «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ» ثم سمي به الزرع المحصود. قال الأعشى:

له زَجَلٌ كحفيفِ الحصَا … دِ صادَف بالليل ريحاً دَبُوراً (٣)

ثم سمّي به ههنا (٤) ما بقي في الأرض. وأما الأول فمَتوجِّه كالجِلّ.

و (أحْصَد) الزرعُ و (استحصَد) حان له أن يُحصَد، فهو (مُحْصِد) و (مستحصِد) بالكسر، والفتحُ خطأٌ.

[حصر]

(الحَصْر): المنْع، من باب طلب، ومنه (الحُصْر) بالضم، من الغائط، كالأُسْر من البول؛ وهو الاحتباس.

و (الحَصَر) بفتحتين: العِيُّ وضيق الصدر.

والفعل من الأول: (حُصِر) مبنياً للمفعول فهو (محصور) ومن الثاني: (حَصِرَ) مثل لبِس، فهو (حَصِرٌ). ومنه: «إمامٌ حَصِرَ فلم يَستطع أن يقرأ» وضمُّ الحاء فيه خطأٌ.

ويقال: (أُحصِر الحاجُّ) إذا منَعه خوف أو مرض من الوصول لإتمام حجّه أو عُمرته. وإذا منعه سلطان أو مانعٌ قاهرٌ في حَبْسٍ أو مَدِينةٍ، قيل (حُصِر)، هذا هو المشهور،

وقول ابن عباس:


(١) الجل «بالكسر»: قصب الزرع إذا حصد. وفي ع «رعي» بكسر فسكون بدل «مرعى».
(٢) من ع. والآية من سورة الأنعام ١٤١: «كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا … ».
(٣) ديوانه ٩٩ وفيه «لها جرس».
(٤) سقطت «ههنا» من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>