للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبالياء في الكسر (١). ومنه:

«ذو بَطْنِ بنتِ خارجة جاريةٌ» (٢)

أي جَنينُها. وألقَتِ الدجاجةُ ذا بَطْنِها: أي باضت أو سلَحت.

وأما

حديث ابن قُسَيط أنّ أَمةً له قد أبَقَتِ (٣) فتزوّجها رجل فنثَرت له ذا بطنِها

، فالاستعمال: «نثَرتْ بطْنَها» إذا أكثَرت الولد، وإن صحّ هذا فله وجْه.

وتقول للمؤنث (٤): امرأة (ذات) مالٍ، وللْئِنتَين: (ذواتا) مالٍ، وللجماعة: (ذَوات) مالٍ. هذا أصل الكلمة ثم اقتطَعوا عنها مقتضَييْها (٥) وأجرَوْها مُجرى الأسماءِ التامة المستقلّة بأنفسها غيرِ المقتضيةِ لما سواها فقالوا: ذاتٌ متميّزة، وذواتٌ (٦) قديمة أو مُحْدَثة، ونسبوا إليها كما هي من غير تغييرِ علامة التأنيث فقالوا: الصفات (الذاتيّةُ) واستعملوها استعمال النفس والشيء.

وعن أبي سعيد (٧) كلُّ شيءٍ ذاتٌ وكل ذاتٍ شيءٌ. وحكى صاحب التكملة قول العرب: جعل اللّهُ ما بيننا في ذاتِه. وعليه قول أبي تمام:

ويَضْرب في ذات الإله فيوجِعُ (٨)

[أي لأجل الإله] (٩). قال شيخنا: إن صحّ هذا فالكلمة إذاً


(١) ع، ط: في الجر.
(٢) هذا من كلام أبي بكرٍ (هامش الأصل) وتحت «جارية» في الأصل: «أراها جاريةً». وانظر مادة «رأى»
(٣) أي هربت.
(٤) ع: في المؤنث.
(٥) أي الإضافة والوصف.
(٦) ع، ط: وذات.
(٧) في هامش ط: «هكذا في النسخ والظاهر أبي عبيد».
(٨) ديوانه ٢/ ٣٢٦ وصدره: يقول فيسمع ويمشي فيسرع.
(٩) من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>