للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل للثاني من خيل السِباق: (المصلّي) لأن رأْسه يَلي صَلَوَي السابق. ومنه

قول علي : سَبق رسولُ اللّه وصلّى أبو بكر وثَلَثَ (١) عمرُ.

وسُمي الدعاءُ (صلاةً) لأنه منها. ومنه: «وإذا كان صائماً فلْيُصَلِّ» أي فَلْيَدْعُ. وقال الأعشى [لابنته] (٢):

عليكِ مثلُ الذي صَلَّيتِ فاغتَمِضي … نوماً فإنّ لجنْبِ المرء مُضطَجعَا

يعني قولها:

يا رَبّ جَنّبْ أبي الأَوْصابَ والوجَعا (٣)

لأنه دعاءٌ له منها. وقال أيضاً:

وأقبَلها الريحَ في دَنّها … وصلَّى على دَنّها وارْتسَمْ (٤)

أي استَقبلَ بالخمر الريحَ ودَعا، وارتَسم: من الرَّوْسَم وهو الخاتَمُ يعني خَتمها. ثم سمي بها الرحمةُ والاستِغفار لأنهما من لَوازم الداعي.

و (المصلَّى) موضع الصلاة أو الدعاءِ في قوله تعالى (٥) «وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى».

وقوله حكايةً عن اللّه: «قسَمتُ الصلاةَ»

يعني سورةَ الصلاة، وهي الفاتحة، لأنها بقراءتها تكون فاضلةً أو مُجْزِئةً (٦).

وقوله [] (٧) لأسامة: «الصلاة أمامك»

أي وقتُ الصلاة أو مَوضِعُها يعني بها صلاةَ المغرِب.


(١) ثلث فلان القوم، من باب ضرب، إذا كان ثالثهم أو أكملهم ثلاثة بنفسه.
(٢) من ع. ط. والبيت في ديوانه «١٠١» وعجزه لم يذكر في الأصل، وهو مثبت في ع، ط. ورواية الديوان «يوماً» بدل «نوماً». وانظر طلبة الطلبة «٤».
(٣) من قصيدة الأعشى نفسها، وهو قبل البيت السابق.
(٤) ديوان الأعشى «٣٥» وفيه: «وقابلها الريح». وفي طلبة الطلبة «٤»: «وقابلها الشمس».
(٥) تعالى: من ع، ط. والآية من سورة البقرة «١٢٥».
(٦) ع: مجزية. وكتبت في الأصل لتقرأ بالهمزة والياء.
(٧) من ع، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>