للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثمرتَها فكأنه جرَّدها من الثمرة، فعلى الأوّل فعيلة بمعنى مفعولة وهي (١) الصحيح، وعلى الثاني بمعنى فاعلة. وإنما رخَّص في (العَرايا) بعد نهْيه عن المُحاقَلة والمُزابَنة (٢) في أن يَبْتاع المُعرِي ثمرتَها من المُعْرَى بثمرٍ لمكان حاجته. وقد قيل في العَريّة تفسير آخرُ إلا أن هذا هو المختار، يشهد له

الحديث الآخر: «خَفّفوا في الخُرص (٣) فإن في المال العَريّةَ والوصيّة»

وقولُ سُوَيْد بن الصامت (٤)

وليست بسَنْهاءٍ ولا رُجَبيّةٍ … ولكنْ عَرايا (٥) في السنين الجوائحِ

أقوى شاهدٍ، لأنه لو كان الأمر كما زعموا لما كان هذا مدحا.

والسَّنْهاءُ: النخلة التي تحمل سنةً، وسنةً لا، والرُّجَبيّة بضم الراء وفتح الجيم: التي تُبْنى حولها رُجْبة: وهي جدارٌ أو نحوُه لتعتمد عليها لثِقَلها أو لضعْفها. والجوائحُ: جمع جائحة وهي السنة المُجْدبة.

ومن ذوات الياء: (العُرْي) مصدر (عَرِي) من ثيابه فهو (عارٍ) و (عُريان) وهي (عارية) و (عُرْيانة)، وفرسٌ عُرْي: لا سَرْج عليه ولا لِبْد، وجمعه (أعْراء) ولا يُقال: فرسٌ عُرْيان، كما لا يُقال: رجل عُرْي. وعلى ذا قوله في الأيمان: «ولو ركب دابة عُرْيانا» صوابُه عُرْيا، وقوله في السير: «وساقوها عُرْيا» صوابه أعْراء، لأن المراد الدوابُّ.


(١) كتب فوقها في الأصل: وهو.
(٢) المحاقلة: بيع الزرع في سنبله بالبر، والمزابنة: بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر.
(٣) حزر ما على النخل من الرطب تمرا.
(٤) شاعر مخضرم اختلف في إسلامه، قتله الخزرج قبل الهجرة. والبيت في اللسان، وروايته: «فليست».
(٥) في هامش الأصل: «واحد العرايا: عرية وهي النخلة التي تدفع إلى ضعيف أو زائر».

<<  <  ج: ص:  >  >>