للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثله: أخذَه ما قرُب وما بعُد، وأخَذَه المقيمُ المُقْعِد، أي الهمُّ القريب والبعيد (١) الذي يُقْلق صاحبَه فلا يستقرُّ بل يقوم ويقعُد بسببه. ومنه

قول أبي الدرداء : «مَنْ يأتِ سُدَد السُّلطان يَقُمْ ويقعد»

وهذه كلُّها كلمات تقولها العرب للرجل يَتَبالغ همُّه وغمّه.

ويُقال: تقدَّم إليه الأمير بكذا، أو في كذا: إذا أمرَه به، ومنه قوله: وإن عَصاه عاصٍ فليتقدَّم إليه الأميرُ، أي فلْيأمُرْه وليُنذره، ثم قال: ولو عصاه بعد ذلك فما أحسن أدبه، أي لم يُحسن تأديبه ولم يُبالغ في زَجْره حتى لا يَعْصيه ثانيا. ويَحتمل أن يكون هذا تعجّبا من عصيان المأمور على وجه الهُزْء والسُّخرية، ومَنْ قال:

هو تعجّبٌ من الآمر، وإن المعنى: ما أحسنَ هذا لو أدَّبَه، لم يَبْعُد من الصواب.

وفي حديث عمر : «لو كنتُ تقدَّمتُ في المتعة لرجمْتُ»

أي لو سَبق مني أمرٌ إليهم في معنى المُتْعة ثم أقدموا عليها وفعلوها لرجمتُهم، وليس هذا على التحديد، وإنما هو مبالغة في التهديد، وقوله: «إذا تقُدِّمَ إلى المُشتري للدار في حائط منها مائل»: أي أُوذِن وأُخبِر أنَّ هذا قد مال.

و (القدَم) من الرجْل: ما يَطأ عليه الإنسان من لَدُن الرُسْغ إلى ما دون ذلك. وقولهم: «هذا تحتَ قدميَّ»: عبارة عن الإبطال والإهدار.

و (قَدُوم): بلدٌ بالشام؛ وأما (القَدُوم) من آلات النَجَّار: فالتشديد فيه لغةٌ.


(١) قوله: «والبعيد» ساقط من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>