للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (نَفَر) الحاج (نَفْرا). ومنه: «أنتِ طالق في نَفْرِ الحاج». و (يومُ النَفْر): الثالث من يوم النحر لأنهم ينفِرون من من مِنىً. و (نفر) القومُ في الأمر أو إلى الثَغْر (نَفْرا) و (نفيرا)، ومنه (النفير العامُّ). و (النفير) أيضا: القوم النافرون (١) لحربٍ أو غيرها.

ومنه قولهم لمَنْ لا يصلح لمِهمٍّ: «لا في العِير ولا في النفير» (٢): والأصل عِير قُريش التي أقبلت مع أبي سفيان من الشام، و «النَّفير»: مَن خرج مع عُتبة بن ربيعة لاستنقاذها من أيدي المسلمين، فكان ببدرٍ ما كان، وهما الطائفتان في قوله تعالى: «وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ» (٣). وأوّل مَن قال ذلك أبو سفيان لبني زُهْرة حين صادَفهم منصرِفين إلى مكة، قال الأصمعي: يُضرب للرجل يُحطَّ أمرُه ويصغَّر قدْرُه.

و (استنفر) الإمامُ الناسَ لجهاد العدوّ: إذا حثَّهم على النفير ودعاهم إليه. وأما ما

رُوي «أن رجلًا وَجد لُقَطة حين أنفر عليٌّ الناسَ إلى صفّين»

فالصواب: استنفر، لأن الإنفار هو التنفير، ولم يُسمع بهذا المعنى، وفيه

قال: فعرَّفتُها ضعيفا أي سرا ولم أُعِلن به في نادي القوم ومجتمعهم، فأخبَرت عليا فقال: أنك لعريضُ القَفا

، أي أبله، حيث لم تُظهر التعريفَ.

و (النَّفَر) بفحتين: من الثلاثة إلى العشرة من الرجال.

وقول الشعبي: «حدَّثني بضعة عشرَ نفرا» فيه نظر، لأن الليث قال: «يُقال هؤلاء عشرة نفَرٍ أي رجَالٌ، ولا يقال فيما فوق العشرة».


(١) ع: ينفرون.
(٢) مجمع الأمثال ٢/ ٢٢١.
(٣) الأنفال ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>