وكان يلزم مجلسه بعضُ الطلبة الأعيان، لهوى كان له في بعض الفتيان، فدخل على غفلة، فرفع الأستاذ رأسه وقال: ارجع إنه ما جاء اليوم؛ فخجل وعاد على حافرته، ومنعه ذلك من مخالطة الفتى ومجالسته. ثم لم تمر إلا أيام حتى قرئ بمجلس الأستاذ قول الشاعر: وقد طَرقْت فتاةَ الحي مرتديًا ... بصاحب غير عزْهاةٍ ولا غزلِ فقال ذلك الخجل: سيدي ما العزهاة؟ فقال الأستاذ: من ينفر عن محبوبه ولا يعود إليه. فقال: يا أستاذ، ما أدري ما أعمل، إن أقمت عتبت وإن تغيرت عيرت، فضحك الأستاذ وقال ما معناه: لولا هتك السرائر ما حفظت النوادر. (قلنا: القصتان في اختصار القدح، ١٥٥). (١) برنامج الرعيني (٨٩). (٢) انظر المغرب ١/ ٢٥٦، والرعيني (٨٩)، واختصار القدح (١٥٦).