قد تخَلَّل وسَرَى في الأعْظُم، فهو رَوحُ النْفس وغِذاؤها، ويُوْحُ (١)[٨٨ ظ] الأُنسِ يَسطَعُ ضياؤها، بلُبانِه الطيِّب فُطِنْت، وبرَمامِه المستصجَبِ فُطِمت.
اللهمَّ يا ربِّ فأنْجِدْ عبدَك المُسيءَ وأعِنْه على أداءِ الفريضة، واشْفِ من لواعجِ شوقِها لبيتكَ الكريم ونبيِّكِ العظيم نَفْسَهُ المريضة، اللهمَّ فطيِّبْ قلبَه بانتشاقِ رِيح طَيْبَة، ولا تجعَلْ أملَه فيك ورجاءه في كرَمِك إلى إخفاقٍ وخَيْبة [الطويل]:
* إليكَ إلهي رَغْبتي وبُكائي *
اللهمَّ يا ربِّ فبَلِّغْه من ذلك سُؤلَهُ وأُمنيَّتَه، قبلَ أن تقضِيَ مَنيَّتَه، وَشَفِّعْ صالحَ قولِه بعاجِل عملِه، قبلَ حُلولِ أجَلِه، اللهمَّ انفَعْهُ بما يَنطوي عليه من حبِّ نبيِّكَ الكريم، وخليلِكَ الذي بوَّأتَه أسنَى مراتبِ التقريبِ والتكريم، وحَبَوْتَه بينَ جميع خَلْقِك بمَزيّةِ التفضيل عليهم والتقديم، واختِمْ لعبَدِك المُسيء بخاتمةِ الخَيْرِ والسَّعادة بفضلِك يا ذا الفَضْل العظيم، وعلى سيِّدِنا ومَوْلانا محمدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه وذُرِّيتهِ أفضلُ الصلاةِ والتسليم، ما نَقَعَ العَذْبُ الزُّلال نفوسَ الهِيم، وصَدَعَ البَرْقُ رداءَ اللّيلِ البهيم، بحَوْلِه وفَضْلِه".
وقرأتُها عليه ونقَلتُها من خطِّه.
وأنشدت عليه لنفسِه من قصائدِه الحِجَازيّات [الرمل]:
كيف لا أندُبُ عهدًا بالحِمى ... عن جُفوني طارقَ النومِ حَمَى؟
نَزَعَتْ شوقًا إليه مُهجةٌ ... لم يَدَعْ منها الهوى غيرَ ذَما
يا ليالِيْنا بذي الغَوْرِ أمَا ... يتَسلَّى القلبُ عنكنَّ أمَا
وعهودًا باللِّوى قد سَلَفَتْ ... لم أزَلْ أبكي عليهنَّ دَمَا
يَصْدُقُ البَرْقُ فؤادي حسرةً ... فأنا أبكي إذا ما ابتَسَما
ورياحُ الغَورِ مهما نَسَمَتْ ... أوقَدتْ نارَ الجَوَى فاضْطَرَما