تطعَّمتُه في ثَدْي أُمِّيْ ولم أُطِقْ ... به صَدَرًا حينَ استَطَلْتُ وُرودا
وأقسَمْتُ أنْ ألْقى الإلَه بحُبِّهِ ... يمينًا عليها اللهُ كان شهيدا
إذا غَرَّدَ القُمْريُّ فاضَتْ مَدامعي ... فريدًا كأنّيْ قد نَثَرْتُ فريدا
ويَهتاجُ أشجاني نَسيمٌ إذا هَفَا ... بنِيرانِ شَوْقي زادَهنَّ وَقودا
أبادَ الأسى صَبْري وأفنَى تجلُّدي ... وكنتُ على مرِّ الخطوبِ جَلِيدا
وتحالف معَ الشَّوق [الكامل]:
إنّي كتبتُ وفي فؤاديَ لوعةٌ ... حُشِيَتْ بحَرِّ جحيمِها الأَحشاءُ
أبكي لفَرْطِ شَقاوتي لو أنهُ ... يُدني الحَبيبَ من المُحبِّ بكاءُ
دمعًا متى أجرَيْتُ وادي فَيْضهِ ... ذهَبَتْ به أنفاسيَ الصُّعَداءُ
يا حَسْرَتا نائي الأحبَّةِ نازحٌ ... يَرجو اللِّقاءَ وأين منهُ لقاءُ
هامي الجُفونِ معَ البَنانِ تمازَجَتْ ... في وجنتَيْه أدْمُعٌ ودماءُ
أعشَى نواظرَه البكاءُ وصدَّعَتْ ... أكبادَه الأشواقُ والبُرَحاءُ
يُذْري المدامعَ عابِثًا بالتُّربِ لا ... تُشجيهِ لا هندٌ ولا أسماءُ
شوقًا لقبرِ المصطفى ومحبّةً ... في خيرِ مَنْ طَلَعَتْ عليه ذكاءُ
يا فوزَ قومٍ طَيَّبوا وَجَناتِهمْ ... * بتُرابِ طَيْبَةَ همْ همُ السُّعداءُ
حسرةٌ على تفريط [الوافر]:
أرى دعوى المحبّةِ لا تَصِحُّ ... وخُلَّبُ بَرْقِ عَزْمِكَ لا يَسِحُّ
[٩٠ و] ولو تُطوى على عَزْمٍ صحيحٍ ... لَهاجَكَ مِن نسيمِ الغَوْرِ نَفْحُ
وكنتَ تطيرُ من طَرَبٍ متى ما ... يَلُحْ لك من بُروقِ الخَيْفِ لَمْحُ
ولم يَردُدْكَ لَفْحٌ من هَجِيرٍ ... ولا من ليلةٍ ليلاءَ جُنْحُ